القصة الأولى عن الصدق : مسابقة على منصب الملك

 

في يوم من الأيام، في أرض بعيدة، كان يعيش ملك كبير في السن و هذا الملك كان قد فقد ولديه قبل عدة سنوات في حرب مع الأعداء. لم يكن هناك أي ولي عهد لهذا الملك، لذلك كان يبحث عن طريقة للعثور على الشخص المناسب الذي سيجلس مكانه. و لهذا الأمر الهام قام بتنظيم مسابقة بالتشاور مع وزير المعارف لديه.

قرر الملك أن يعين الرابح في هذه المسابقة خلفاُ له و ملكاً من بعده. و لهذا طلب من جنوده أن يجمعوا جميع الشبان في المملكة و أعطوا لكل منهم بذرة نباتية واحدة و طلبوا منهم أن يزرعوا تلك البذرة في مزهرية. كان من المقرر أنه بعد أربع أسابيع ستنبت البذرة و على كل منهم أن يحضر النبتة النامية إلى الملك في يوم محدد ليكون الرابح هو الشخص الذي اعتنى بنبتته بشكل أفضل.

رامي كان أحد هؤلاء الشبان المشاركين، و قد قرر أن يبذل أقصى جهده ليصبح ملكاً. و لذلك بذل كل ما في وسعه لإنبات البذرة و لكنه لم ينجح بذلك. فكر رامي أن يزرع البذرة في مناخ مختلف، و لهذا ذهب إلى الجبال و جرب التربة هناك و لكنه لم ينحج كذلك.

حتى أن رامي تشاور مع المزارعين في القرى المجاورة للمدينة لكن كل تلك المحاولات لم تجدي نفعاً و لم يتمكن من إنبات البذرة.

أخيراً وصل الموعد المقرر. اجتمع جميع الشبان في قصر الملك و بحوزة كل منهم مزهريته. بداخل مزهرية كل من هؤلاء الشبان كان هناك نبتة صغيرة. راح الملك ينظر بداخل كل المزهريات و يهز رأسه.

و عندما جاء دور رامي، سأله الملك: و أين نبتتك ؟ فروى رامي للملك كل ما جرى معه بكل صدق. في هذه الأثناء رفع الملك يد رامي للأعلى و أعلن أنه خلف الملك .

احتج جميع الشبان على اختيار الملك. فجلس الملك على العرش و قال: هذا الشاب هو أشرف شاب على هذه الأرض .

لقد قمت بغلي جميع البذور بالماء قبل توزيعها عليكم، و بالتالي لا يمكن لأي منها أن تنمو. ثم تابع الملك قائلاً: إن الناس بحاجة لملك يكون مستقيماً و صادقاً معهم كل الصدق. و ليس ملكاً يمارس كل عمل منافق لكسب السلطة و الحفاظ عليها.

صفق الجميع لرامي .