-إن تدريس العربية يعاني كثيرا في بلادنا منذ الإستقلال، و السبب هو فشل طريقة التعليم، لأن الغاية القصوى من تعلم اللغة هو القدرة على الفهم و التحدث والكتابة و الإنتاج الفكري بها، وهذا لا يتم عن طريق ما تقدمه المدرسة في بلادنا للأسف.

يتم التركيز على شكليات و سطحيات مع إهمال أهم الأمور و التي هي التحكم في اللغة.

إذا كنا ندرس الأجيال و لا نهتم بمستواهم اللغوي فما الفائدة من تدريسهم يا ترى؟ 

نتحدث عن العربية هنا، لأنها لغة التدريس بالتالي فالتحكم فيها هو تحكم في أغلب المواد الدراسية، زد على ذلك كونها لغة عالمية مكتوب بها الكتب و النصوص قديمها وحديثها، فلا يوجد بديل عنها، أما الدوارج فلا يوجد بها إنتاج معرفي ولا هي مقننة ومدونة، فالعربية هي الحل الوحيد حاليا.

ما دامت هي الحل الوحيد فلما كل هذا التغاضي عن مستوى الطلبة الضعيف فيها؟ 

لم نحن ضعفاء في اللغة التي ندرس بها؟ 

ثم نتعجب من قوافل المتسربين مدرسيا و الأمر لا يعدوا كونه تحصيل حاصل فما دامت أغلب الأجيال لا تتحكم في لغة الدراسة، من المنطقي أن يغادر عشرات الألوف أو مئات الألوف مقاعد الدراسة في سن مبكرة وهذا المشكل موجود عند أغلب الأجيال، من جيل الإستقلال إلى جيل التطبيقات الإلكترونية.

يتم التركيز على القواعد و الإعراب و البديع و يهمل أهم جانب وهو التحكم في اللغة، فهمها و التفكير بها و القدرة على الإنتاج بها، هذا الجانب مهم جدا و يستحق أغلب الاهتمام عكس الأمور الأخرى.

لا أقصد هنا أن البديع و البيان و الإعراب و بحور الشعر ليست مهمة بل أقصد أن التحكم في اللغة نطقا و كتابة و فهما هو ما يحتاج أغلب الإهتمام وهذا لا نجده في مدارسنا.

يصل الطالب للسنة النهائية في الثانوي وهو لا يستطيع تشكيل جملة واحدة بالعربية، هذا أمر فيه نظر !

إن تناولي لهذا الموضوع لا علاقة له بالعرق أو الأيديولوجية من قريب و لا من بعيد أنا أتحدث عن لغة الدراسة بعيدا عن الأدلجة و العاطفة، فما دامت العربية هي لغة الدراسة كلامي يكون كلاما منطقيا، ولو كنا ندرس بالفرنسية أو الإنجليزية لقلت الكلام ذاته.