• اضمن علامة مميزة في الادب العربي
    اضمن علامة مميزة في الادب العربي   #مبروك عليك العلامة الكاملة في البناء الفكري لمادة الأدب العربي بهذا الملخص الذي يضم الأسئلة المتكررة في البكالوريا.#طاقي_كامل_صحابك   1-ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺺ ؟ *ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ/ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻳﺨﺺ.....   2-ﻣﺎﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ؟ *ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻫﻲ: ﺍﻹ‌ﻋﺠﺎﺏ،ﺍﻹ‌ﻋﺘﺰﺍﺯ،ﺍﻹ‌ﻓﺘﺨﺎﺭ،ﺍﻟﻜﺮﻩ(ﺗﺴﺘﺨﺮﺝ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺺ).  ...
    أحببت هذا
    اعجبني
    جميل
    4
    0 التعليقات 1 المشاركات 58967 مشاهدة 0 تقييم
  • هل يمكن الإستغناء عن الفلسفة في ضل تقدم العلوم ؟ مقال جدلي حول أهمية الفلسفة خاص بالشعب العلمية و اللغات الأجنبية
      مقال جدلي حول أهمية الفلسفة خاص بالشعب العلمية و اللغات الأجنبية السؤال: هل يمكن الإستغناء عن الفلسفة ؟  هل تقدم العلوم وانفصالها عن الفلسفة سوف يجعل منها مجرد بحث لا طائل منه؟ هل هناك ما يبرر وجود الفلسفة بعد أن استحوذت العلوم الحديثة على مواضيعها؟ هل تقدم العلم يعد حجة ضد الفلسفة؟هل يمكن للإنسان المعاصر التخلي عن الخطاب الفلسفي؟ هي يمكن إعتبار أن عصر الفلسفة قد ولى؟...
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 86217 مشاهدة 0 تقييم
  • مقالة حول أهمية الفلسفة.2022
    المقالة 1 : (كل الشعب ماعدا أداب و فلسفة )
    #فلسفة الأستاذ #صوالحي_إسلام
    #مقالة تاع 19 و 18 مضمونة
    هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان؟
    هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة في عصر العلم؟
    هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة؟
    هل تقدم العلم سيعود سلبا على الفلسفة؟
    هل للفلسفة قيمة أم لا؟
    هل يمكن للإنسان أن يستغني عن التفكير الفلسفي؟
    هل الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان؟
    هل الفلسفة مجرد ترف فكري؟
    تمهيد وظيفي: مدخل عام للموضوع...يسعى الإنسان بما يتميز به من ميزة جوهرية تميزه عن باقي المخلوقات وهي العقل، إلى تحصيل شتى أنواع المعارف، لذلك نجد أن التفكير الإنساني يتنوع ويتعدد بتنوع موضوعاته الأدبية، العلمية، الدينية والفلسفية....هذه الأخيرة أي الفلسفية والتي تبحث في الوجود والمعرفة والقيم بحثا نقديا.....
    إبراز العنا الفلسفي: ولقد اختلف الفلاسفة والمفكرون والعلماء وحتى علماء الدين حول أهمية الفلسفة وضرورتها وانقسموا إلى اتجاهين متعارضين.........
    صياغة السؤال: من هنا ورفعا للتعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان أم أنها مجرد ترف فكري لا طائل منه؟
    الاتجاه الأول:
    الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان.
    المسلمة: *الفلسفة ظاهرة فطرية في الإنسان.
    *الفضول هو حافز الإنسان على التفلسف.
    الأدلة والحجج:
    *الفلسفة هي أحد العمليات التي يقوم بها الإنسان والتي تهدف إلى الارتقاء بالتفكير الإنساني.
    * تسعى الفلسفة إلى حل الأمور الغامضة في الحياة والوصول إلى حقيقة الحياة وسبب الوجود.
    * من خلال الفلسفة نستطيع التوصل إلى أصل الأشياء كلها وأصل المعرفة والقيم المختلفة في حياة البشر.
    * الفلسفة نمط من أنماط التفكير الموجود لدى كل البشر باختلاف أجناسهم وألوانهم ومستوى تعليمهم فلا مهرب منها على الإطلاق. يقول "أرسطو": "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر".
    * كبح جماح الفلسفة الموجودة في كل واحد منا تتسبب في جعله كالآلة التي لا فائدة منها سوى تنفيذ ما يقال لها من أوامر.
    * العبقرية هي ما يتولد من الفلسفة المنضبطة بالطريقة الصحيحة.
    * من الممكن أن نستفيد من خبرات الأمم السابقة بشكل عام عن طريق قراءة سير الفلاسفة وطرق تفكيرهم والتي تمس كل النواحي.
    * الفلسفة وسيلة للتعرف على العالم بكل جوانبه الإنسانية والإدراكية والطبيعية.
    * تكشف الفلسفة عن الحقائق وتتوصل إليها دائما.
    *تعتبر وسيلة وأداة ذات أهمية بالغة في الممارسة التحليلية.
    *تساهم في طرح فرضيات وحلول بطريقة صحيحة.
    *تعتبر الفلسفة وسيلة لإشباع رغبات الإنسان في المعرفة. يقول "أبو حيان التوحيدي": "الفلسفة هي كمال الإنسان".
    *تساهم الفلسفة في تطوير الذات الإنسانية وتنميتها على خلق حلول للمشكلات.
    *تساعد الأفراد على استنباط وجهات نظر خاصة بهم حول الحياة.
    *فتح سبل الفهم للإنسان حول العالم المحيط به وحتى الطبيعة الإنسانية.
    *غرس الإيمان الديني لدى الإنسان بالاعتماد على أسس عقلانية.
    *تعتبر عملية تحليلية نقدية وتفسيرية.
    *من خصائص الفلسفة الشمولية. التناسقية. الصرامة المنطقية. النقد. استمرارية التساؤلات. العناية بالإنسان والاهتمام بقضاياه.
    *الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان.
    من الأسئلة التي يطرحها كل واحد منا: *ما معنى الحياة؟ هل كان لي وجود قبل ميلادي؟ هل من حياة بعد الموت؟.....
    * للفلسفة تأثير كبير في حياتنا اليومية وحتى في اللغة التي نتحدث بها نصنف الأمور تصنيفا مستمدا من الفلسفة. مثال: تصنيف الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، يتضمن فكرة فلسفية مفادها *أنه يوجد اختلاف بين الكلمات....وعندما نتساءل: ما الفرق بين ذاك وذلك؟ فإننا بهذا السؤال نشرع في إجراء تحقيق فلسفي.
    *ما من مؤسسة اجتماعية إلا وهي مرتكزة على أفكار فلسفية، سواء في مجال التشريع أو نظام الحكم أو الدين أو الأسرة أو الزواج...ثم إن الخلافات الفلسفية قد أدت إلى الإطاحة بالحكومات وإحداث تغييرات جذرية في القوانين وتحويل الأنظمة الاقتصادية بالكامل.
    *تسير الأنظمة التربوية بمقتضى الأفكار الفلسفية التي يؤمن بها المجتمع حول ما يجب أن يتعلمه الأطفال ولأي غرض يتعلمون وتؤكد الأنظمة الديمقراطية على ضرورة تعليم الإنسان كيف يفكر وكيف يختار بنفسه ما ينفعه.
    *تتمثل أهمية الفلسفة بالنسبة للفرد فيما يلي:
    * إثارة وتعميق الوعي الفردي:
    *الفلسفة تمثل قمة النضج العقلي عند الإنسان لأنها:
    *تدفعه للتساؤل حول مختلف الظواهر التي يمر بها، وتجعله يتعقل حياته.
    *تساعده على إدراك أهدافه في الحياة، وتدفعه إلى تطويرها.
    *توقظه من سباته وتساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته في المجتمع والوجود عامة.
    *الارتقاء بالمستوى العقلي وحل المشكلات:
    *تغذي الفلسفة تفكير الفرد وترتفع بمستواه العقلي لأنها: تعتمد على التفكير العقلي المجرد والاستعانة بالأدلة المنطقية التي يحتاج إليها الفرد لتدعيم وجهة نظره الخاصة في الحياة.
    *كما أن دراسة وجهات نظر الفلاسفة في مختلف مشكلات الحياة ومعرفة آرائهم في حل تلك المشكلات يساعد على تنمية تفكير الفرد والارتقاء بقدرته العقلية بالاستفادة من خبراتهم التي تضاف إلى خبرته.
    *تأكيد وتدعيم الإيمان بالله:
    *غالبا ما يكون الإيمان فطريا موروثا، والفلسفة تعمل على تدعيمه وتجعله أكثر عمقا وتقيمه على أساس من الاقتناع العقلي والأسس المنطقية المقبولة في ضوء العقل بدلا من المسلمات الموروثة.
    *مظاهر أهمية الفلسفة بالنسبة للمجتمع والتي تتمثل فيما يلي:
    *الارتقاء بالمجتمع ككل:
    *فالفوائد التي يجنيها الفرد من الفلسفة تعود على المجتمع كله لأن رقي الأفراد يؤدي إلى تقدم المجتمع نفسه لذلك يمكن الاستفادة من النضج العقلي للأفراد في تنظيم شؤون الحياة، وتعويدهم على التعاون مع بعضهم البعض ومع الدولة لتحقيق أهداف المجتمع، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.
    *كشف مشكلات المجتمع: فالفلسفة توسع الأفق العقلي للأفراد مما يساعدهم على إدراك مشكلات مجتمعهم والتصدي لها، ولذلك اعتبر أغلب الفلاسفة أنفسهم مصلحين اجتماعيين، ومن نماذج الفلاسفة الذين ساهموا في علاج مشكلات مجتمعاتهم:
    *سقراط: الذي تصدى للسوفسطائيين وأعاد الثقة لنفوس شباب أثينا.
    *جون ستيوارت مل: الذي ساهم في تطوير إنجلترا سياسيا واقتصاديا بدعوته إلى الحرية والمنفعة العامة.
    *تحديد الإطار الفكري (الإيديولوجي) للمجتمع:
    *سلوك الناس في أي مجتمع ليس سلوكا عشوائيا، وإنما هناك أسس فكرية عامة يقوم عليها المجتمع تمثل البناء النظري له، واستخلاص هذا الإطار الفكري الذي تقوم عليه الحياة العملية في المجتمع من صميم عمل الفلاسفة، والذين بمقدورهم رد المعاملات والأحداث الجزئية في المجتمع إلى أصولها البعيدة بواسطة المنهج الفلسفي التحليلي.
    *فالفلسفة هي التي تحدد الإطار الفكري والمبادئ النظرية التي يسر عليها العمل الوطني في المجتمع وتساعد على فهم السلوك العملي للأفراد والممارسات.
    * الفلسفة ضرورية لقيام العلوم نفسها:
    إن المناهج العلمية اليوم في حاجة ماسة إلي فروض فلسفية لكي تقوم لها قائمة أصلاً مثل الإيمان بمبدأ العلة، وبساطة الطبيعة ومعقوليتها. وكل علم يعتمد على طائفة من المعاني الأولية التي تعد أساساً له، فالعلوم الرياضية مثلا تعتمد على معاني الوحدة واللانهائي والنهائي وغيرها من فروض فلسفية. والعلوم الطبيعية تعتمد على معاني المادة والقانون والعلة والقوة والحركة إلي أخره ، والعلوم الإنسانية في حاجة إلي معاني جوهر الإنسان وأصله ومصيره ، وما تقرر له من حقوق وما يفرض عليه من واجبات، والفلسفة هي التي تكشف عن هذه المعاني حقيقتها وقيمتها. والجانب الثاني لأهمية الفلسفة للعلم أنها هي التي تكشف للعلم عن طبيعة العقل الذي هو أداة من أدواته التي يستعين بها على ضبط المشاهدات والتجارب .
    النقد:
    لا شك أن الفلسفة تنير العقل وتفتح له آفاق عديدة كما تساعد الإنسان على فهم الحياة والتفاعل معها..لكنها في الوقت ذاته لا تعطينا أجوبة كافية شافية لما نطرحه من تساؤلات..بحيث نجد لكل سؤال ما لا نهاية من الأجوبة وكل جواب يولد مجموعة من الأسئلة لا نهاية لها.
    الاتجاه الثاني: يمكن الاستغناء عن الفلسفة.
    المسلمة: * لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه.
    الأدلة والحجج:
    *في المقابل نجد لهذه الأطروحة التي تمجد الفلسفة وتوليها أهمية بالغة خصوما، وهم متعددو المشارب والنزعات، فمنهم الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة كبعض الفقهاء المسلمين وذلك باسم مناقضة الدين في بعض الجوانب أو في كلها. ومنهم أصحاب النزعة العلمية الذين يميلون إلى الاعتقاد بأن العلم سوف يجيب عن جميع الأسئلة التي تضايق الإنسان، وسوف يحل جميع المشاكل المطروحة في محيطه. بفضل ما حققه العلماء من تطور علمي وتقدم تكنولوجي في جميع مجالات العلم، وفي نظر هؤلاء فإن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر. فلا حديث إلا عن غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة...لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه، ولا يرقى أبدا إلى مستوى طموح الإنسان الذي يريد أن يسود في الأرض. وعليه تكون الفلسفة في نظر هؤلاء مجرد أبحاث نظرية ولا نتائج نهائية لها، وعلى هذا لا يمكن الاستفادة منها عمليا، كما أنها مجرد تساؤلات كثيرا ما تكون متناقضة ومثيرة للشكوك والصراعات الفكرية.
    * الفلسفة مبتورة الصلة بالواقع المعاش، وأن الفيلسوف يعيش دائما منعزلاً في برجه العاجي بعيداً عن الناس وعن المجتمع.
    * عديمة الجدوى في الحياة العملية، لأنها تعبير عن شيء غامض، لا سبيل إلي فهمه، ولا جدوى من الاشتغال به، ومن ثم فإن الاشتغال بها جهد ضائع، وإنهاك للفكر فيما لا طائل من ورائه.
    * معقدة وصعبة وعسيرة على الفهم ومن العبث محاولة فهمها لأنّها لا تقول كلاماً سهلاً.
    *غارقة في التجريد الذي لا جدوى منه.
    * أقوال متضاربة ومذاهب متعددة متناقضة يحاول كل منها تفنيد المذهب الأخر، أو السابق عليه.
    * تشكل خطراً على الدين وعلى العقائد الإيمانية ، وأنها كثيراً ما تؤدي دراستها إلي زعزعة الإيمان في النفوس ، وتبذر بذرة الشك والإلحاد.
    * الفلسفة لا تساوي العلم في اليقين.
    * الفلسفة مجرد ترف فكري.
    النقد:
    لكننا نجد كل اعتراض عن الفلسفة بأي نعت من النعوت المذكورة هو ذاته فلسفة بالمعنى العام الواسع أو بالمعنى الخاص الضيق، لكونه ينمّ عن تساؤل مرتبط باهتمام الإنسان وبحاجته إلى الأمن الفكري والنفسي مثلما هو بحاجة إلى الأمن البيولوجي، وكل اعتراض عن الفلسفة بأي مبرر أو اتهام له ما يردّه بالحجة والبرهان ويثبت العكس بالاعتماد على المنطق والواقع والتاريخ.
    وقد يعتقد البعض خطأ أن الفلسفة تؤدي إلى الكفر والإلحاد ومخالفة الوحي الإلهي - لأنه لا تعارض بين أفكار وتأملات الفيلسوف العقلية وبين عقيدته الدينية .
    مثلاً نجد أن الإسلام قد دعا إلى ضرورة التفكير في ملكوت السماوات والأرض والى النظر العقلي في كثير من آيات القرآن الكريم الذي أثنى على الذاكرين - كما في قوله تعالى : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب . الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم - ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ." .
    التركيب :
    نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا التوفيق بينهما بالقول أنه لما كانت الفلسفة تعمقاً في المعرفة والبحث للوصول إلي حقائق الحياة العليا، وعللها الأولي ، أي تنظر إلي الوجود نظرة إجمالية عامة ، فإنها الأقدر على الأخذ بيد أي مجتمع من المجتمعات نحو الرقي والتمدن ، لذلك كانت الفلسفة في كافة العصور القاطرة التي تسحب المجتمع بأسره من خلفها نحو التقدم والحضارة . ومن هنا جاءت أهميتها العظيمة التي نشدد عليها. إن إنسان العصر الحديث ربما كان أحوج اليوم إلي الفلسفة منه إلي أي شيء أخر، بسبب انهماكه في مشاغل العيش وهموم المادة. لأن التفلسف جهد إرادي يرمي إلى تعمق الذات، عن طريق الارتداد إلي تلك الأغوار السحيقة التي يشعر المرء بإنيته فيها.
    لذلك لا ينبغي للإنسان أن يثق في قدرة العلم على حل كل مشاكله و الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها و بالتالي يتخلى عن الفلسفة ، كما لا ينبغي له أن ينظر إلى العلم نظرة عجز وقصور عن فهم وتفسير الوجود الشامل ، بل ينبغي للإنسان أن يتمسك بالفلسفة والعلم معا . لأن كل منهما خصوصيات تميزه عن الأخر من حيث الموضوع والمنهج والهدف وفي هذا الصدد يقول المفكر الفرنسي لوي ألتو سير : " لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتها لا بد لها من وجود العلوم ..."
    الخاتمة:
    ختاما ومما سبق نستنتج أن الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان، في المستوى الفردي وفي المستوى الاجتماعي وفي المستوى الأممي الإنساني وفي المستوى الفكري والعلمي والثقافي والحضاري، وهي ظاهرة فطرية طبيعية في الإنسان. و ليست الفلسفة بالشيء الدخيل على الإنسان، لأن حياته عبارة عن حلقات متصلة من الفكر والتأمل. ولن نستطيع ـ حتى إذا أردنا ـ أن نجعل عقولنا تكف عن التفلسف ، لأننا إن فعلنا ذلك نكون كمن يكلف الأشياء ضد طبيعتها، أو كمن يحاول أن يمنع الحياة من الحركة والنشاط . فالفلسفة إذن ضرورية لفهم طبيعة الإنسان، من هنا تأتي أهميتها لتقوم بمهمة الربط بين نتائج العلوم المختلفة لاكتشاف الحقائق الكلية في الكون والتي تقصر العلوم الجزئية عن بلوغها ومنها الطبيعة الإنسانية. إن سقراط عندما قال مقولته الشهيرة "أيّها الإنسان اعرف نفسك بنفسك." قد قصد هذا المعنى ، قصد الكشف عن حقيقة أن الإنسان لن يتمكن من معرفة نفسه إلا من خلال الفلسفة ، ومن ثم أثر سقراط أن يدفع حياته ثمناً لهذه المعرفة، لأنه وجدها تساوي الحياة نفسها. الفلسفة بصفة عامة تساهم في بناء الإنسان عقلياً ونفسياً واجتماعياً وخلقياً ودينياً، وتساهم في بناء المجتمع وفي تطويره وازدهاره، وتساهم في أنسنة الإنسان ليحيا الإنسانية في أبعــد مداها في ذاتـه وفي محيطـه باستمرار. وعليه يمكن القول أن الإنسان يعتمد في تكوين معرفته وتطوير حياته عن طريق الفلسفة والعلم معا فلا يوجد تعارض بينهما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم يسعى سعيا للإجابة عنها ، ثم تقوم هي بدورها بفحص إجابات العلم و نقدها و. وهذا يدفع العلم إلى المزيد من البحث والرقي وهذا الذي دفع هيجل إلى قولته الشهيرة " إن العلوم كانت الأرضية التي قامت عليها الفلسفة ، وتجددت عبر العصور ."
    أقوال فلسفية:
    أرسطو: "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر"
    إمام عبد الفتاح: "الفلسفة ضرورية للعلم نفسه"
    باسكال: "أن نسخر من الفلسفة هو أن نتفلسف حقا"
    راسل: "إن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يعيش كرجل أعمى يبحث في غرفة مظلمة عن قبعة سوداء لا وجود لها"
    أبو حيان التوحيدي: "الفلسفة هي كمال إنساني"
    "ميرسن": "إننا نتفلسف كما نتنفس".
    يرى "برتراند راسل" أن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يمضي في وجوده سجين دوغماتيات (وثوقيات) زائفة وحياة روتينية مجردة من التأمل. "فيظهر له العالم محدودا محصورا واضحا ولا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال".
    *يؤكد "ديكارت" من جهته، على ضرورة الفلسفة في قوله: "إن لفظ الفلسفة هذا، معناه دراسة الحكمة وليس المقصود بالحكمة الحذر في الأعمال فحسب، وإنما هي معرفة تامة بسائر الأشياء التي يستطيع الإنسان معرفتها. من أجل السلوك أو من أجل المحافظة على الصحة واختراع سائر الفنون".
    *هذا ما أفصح عنه "ديكارت" في كتابه "مبادئ الفلسفة" بقوله: "إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين. وحضارة أمة وثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها"
    *ديكارت يقول: "أن العيش بدون تفلسف كالذي أغمض عينيه ولم يحاول أبدا فتحها"
    *يقول أرسطو: "تقولون يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف بالفعل، تقولون لا يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف أيضا حتى نبرهن على ذلك، على كل، من الضروري أن نتفلسف".
    *كما يرى "أرسطو": "أن كل رفض للفلسفة يحتاج إلى الفلسفة".
    *يقول "كارل ياسبيرز": "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة. وينبغي أن يتحول كل جواب إلى سؤال جديد".
    ملاحظة: بإمكان التلميذ ومن خلال هذه المادة المعرفية وما يمتلكه من رصيد معرفي أن ينجز مقالة حول أهمية الفلسفة بأسلوبه الخاص. سواء كانت مقالة جدلية أو استقصاء بالوضع.
    بالتوفيق.......وصبر جميل
    مقالة حول أهمية الفلسفة.😍😍2022 😍 المقالة 1 : (كل الشعب ماعدا أداب و فلسفة ) #فلسفة الأستاذ #صوالحي_إسلام #مقالة تاع 19 و 18 مضمونة هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان؟ هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة في عصر العلم؟ هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة؟ هل تقدم العلم سيعود سلبا على الفلسفة؟ هل للفلسفة قيمة أم لا؟ هل يمكن للإنسان أن يستغني عن التفكير الفلسفي؟ هل الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان؟ هل الفلسفة مجرد ترف فكري؟ 😍تمهيد وظيفي: مدخل عام للموضوع...يسعى الإنسان بما يتميز به من ميزة جوهرية تميزه عن باقي المخلوقات وهي العقل، إلى تحصيل شتى أنواع المعارف، لذلك نجد أن التفكير الإنساني يتنوع ويتعدد بتنوع موضوعاته الأدبية، العلمية، الدينية والفلسفية....هذه الأخيرة أي الفلسفية والتي تبحث في الوجود والمعرفة والقيم بحثا نقديا..... إبراز العنا الفلسفي: ولقد اختلف الفلاسفة والمفكرون والعلماء وحتى علماء الدين حول أهمية الفلسفة وضرورتها وانقسموا إلى اتجاهين متعارضين......... 😍صياغة السؤال: من هنا ورفعا للتعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان أم أنها مجرد ترف فكري لا طائل منه؟ 😍الاتجاه الأول: الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان. المسلمة: *الفلسفة ظاهرة فطرية في الإنسان. *الفضول هو حافز الإنسان على التفلسف. 😍الأدلة والحجج: *الفلسفة هي أحد العمليات التي يقوم بها الإنسان والتي تهدف إلى الارتقاء بالتفكير الإنساني. * تسعى الفلسفة إلى حل الأمور الغامضة في الحياة والوصول إلى حقيقة الحياة وسبب الوجود. * من خلال الفلسفة نستطيع التوصل إلى أصل الأشياء كلها وأصل المعرفة والقيم المختلفة في حياة البشر. * الفلسفة نمط من أنماط التفكير الموجود لدى كل البشر باختلاف أجناسهم وألوانهم ومستوى تعليمهم فلا مهرب منها على الإطلاق. يقول "أرسطو": "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر". * كبح جماح الفلسفة الموجودة في كل واحد منا تتسبب في جعله كالآلة التي لا فائدة منها سوى تنفيذ ما يقال لها من أوامر. * العبقرية هي ما يتولد من الفلسفة المنضبطة بالطريقة الصحيحة. * من الممكن أن نستفيد من خبرات الأمم السابقة بشكل عام عن طريق قراءة سير الفلاسفة وطرق تفكيرهم والتي تمس كل النواحي. * الفلسفة وسيلة للتعرف على العالم بكل جوانبه الإنسانية والإدراكية والطبيعية. * تكشف الفلسفة عن الحقائق وتتوصل إليها دائما. *تعتبر وسيلة وأداة ذات أهمية بالغة في الممارسة التحليلية. *تساهم في طرح فرضيات وحلول بطريقة صحيحة. *تعتبر الفلسفة وسيلة لإشباع رغبات الإنسان في المعرفة. يقول "أبو حيان التوحيدي": "الفلسفة هي كمال الإنسان". *تساهم الفلسفة في تطوير الذات الإنسانية وتنميتها على خلق حلول للمشكلات. *تساعد الأفراد على استنباط وجهات نظر خاصة بهم حول الحياة. *فتح سبل الفهم للإنسان حول العالم المحيط به وحتى الطبيعة الإنسانية. *غرس الإيمان الديني لدى الإنسان بالاعتماد على أسس عقلانية. *تعتبر عملية تحليلية نقدية وتفسيرية. *من خصائص الفلسفة الشمولية. التناسقية. الصرامة المنطقية. النقد. استمرارية التساؤلات. العناية بالإنسان والاهتمام بقضاياه. *الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان. من الأسئلة التي يطرحها كل واحد منا: *ما معنى الحياة؟ هل كان لي وجود قبل ميلادي؟ هل من حياة بعد الموت؟..... * للفلسفة تأثير كبير في حياتنا اليومية وحتى في اللغة التي نتحدث بها نصنف الأمور تصنيفا مستمدا من الفلسفة. مثال: تصنيف الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، يتضمن فكرة فلسفية مفادها *أنه يوجد اختلاف بين الكلمات....وعندما نتساءل: ما الفرق بين ذاك وذلك؟ فإننا بهذا السؤال نشرع في إجراء تحقيق فلسفي. *ما من مؤسسة اجتماعية إلا وهي مرتكزة على أفكار فلسفية، سواء في مجال التشريع أو نظام الحكم أو الدين أو الأسرة أو الزواج...ثم إن الخلافات الفلسفية قد أدت إلى الإطاحة بالحكومات وإحداث تغييرات جذرية في القوانين وتحويل الأنظمة الاقتصادية بالكامل. *تسير الأنظمة التربوية بمقتضى الأفكار الفلسفية التي يؤمن بها المجتمع حول ما يجب أن يتعلمه الأطفال ولأي غرض يتعلمون وتؤكد الأنظمة الديمقراطية على ضرورة تعليم الإنسان كيف يفكر وكيف يختار بنفسه ما ينفعه. *تتمثل أهمية الفلسفة بالنسبة للفرد فيما يلي: * إثارة وتعميق الوعي الفردي: *الفلسفة تمثل قمة النضج العقلي عند الإنسان لأنها: *تدفعه للتساؤل حول مختلف الظواهر التي يمر بها، وتجعله يتعقل حياته. *تساعده على إدراك أهدافه في الحياة، وتدفعه إلى تطويرها. *توقظه من سباته وتساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته في المجتمع والوجود عامة. *الارتقاء بالمستوى العقلي وحل المشكلات: *تغذي الفلسفة تفكير الفرد وترتفع بمستواه العقلي لأنها: تعتمد على التفكير العقلي المجرد والاستعانة بالأدلة المنطقية التي يحتاج إليها الفرد لتدعيم وجهة نظره الخاصة في الحياة. *كما أن دراسة وجهات نظر الفلاسفة في مختلف مشكلات الحياة ومعرفة آرائهم في حل تلك المشكلات يساعد على تنمية تفكير الفرد والارتقاء بقدرته العقلية بالاستفادة من خبراتهم التي تضاف إلى خبرته. *تأكيد وتدعيم الإيمان بالله: *غالبا ما يكون الإيمان فطريا موروثا، والفلسفة تعمل على تدعيمه وتجعله أكثر عمقا وتقيمه على أساس من الاقتناع العقلي والأسس المنطقية المقبولة في ضوء العقل بدلا من المسلمات الموروثة. *مظاهر أهمية الفلسفة بالنسبة للمجتمع والتي تتمثل فيما يلي: *الارتقاء بالمجتمع ككل: *فالفوائد التي يجنيها الفرد من الفلسفة تعود على المجتمع كله لأن رقي الأفراد يؤدي إلى تقدم المجتمع نفسه لذلك يمكن الاستفادة من النضج العقلي للأفراد في تنظيم شؤون الحياة، وتعويدهم على التعاون مع بعضهم البعض ومع الدولة لتحقيق أهداف المجتمع، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم. *كشف مشكلات المجتمع: فالفلسفة توسع الأفق العقلي للأفراد مما يساعدهم على إدراك مشكلات مجتمعهم والتصدي لها، ولذلك اعتبر أغلب الفلاسفة أنفسهم مصلحين اجتماعيين، ومن نماذج الفلاسفة الذين ساهموا في علاج مشكلات مجتمعاتهم: *سقراط: الذي تصدى للسوفسطائيين وأعاد الثقة لنفوس شباب أثينا. *جون ستيوارت مل: الذي ساهم في تطوير إنجلترا سياسيا واقتصاديا بدعوته إلى الحرية والمنفعة العامة. *تحديد الإطار الفكري (الإيديولوجي) للمجتمع: *سلوك الناس في أي مجتمع ليس سلوكا عشوائيا، وإنما هناك أسس فكرية عامة يقوم عليها المجتمع تمثل البناء النظري له، واستخلاص هذا الإطار الفكري الذي تقوم عليه الحياة العملية في المجتمع من صميم عمل الفلاسفة، والذين بمقدورهم رد المعاملات والأحداث الجزئية في المجتمع إلى أصولها البعيدة بواسطة المنهج الفلسفي التحليلي. *فالفلسفة هي التي تحدد الإطار الفكري والمبادئ النظرية التي يسر عليها العمل الوطني في المجتمع وتساعد على فهم السلوك العملي للأفراد والممارسات. * الفلسفة ضرورية لقيام العلوم نفسها: إن المناهج العلمية اليوم في حاجة ماسة إلي فروض فلسفية لكي تقوم لها قائمة أصلاً مثل الإيمان بمبدأ العلة، وبساطة الطبيعة ومعقوليتها. وكل علم يعتمد على طائفة من المعاني الأولية التي تعد أساساً له، فالعلوم الرياضية مثلا تعتمد على معاني الوحدة واللانهائي والنهائي وغيرها من فروض فلسفية. والعلوم الطبيعية تعتمد على معاني المادة والقانون والعلة والقوة والحركة إلي أخره ، والعلوم الإنسانية في حاجة إلي معاني جوهر الإنسان وأصله ومصيره ، وما تقرر له من حقوق وما يفرض عليه من واجبات، والفلسفة هي التي تكشف عن هذه المعاني حقيقتها وقيمتها. والجانب الثاني لأهمية الفلسفة للعلم أنها هي التي تكشف للعلم عن طبيعة العقل الذي هو أداة من أدواته التي يستعين بها على ضبط المشاهدات والتجارب . 😍النقد: لا شك أن الفلسفة تنير العقل وتفتح له آفاق عديدة كما تساعد الإنسان على فهم الحياة والتفاعل معها..لكنها في الوقت ذاته لا تعطينا أجوبة كافية شافية لما نطرحه من تساؤلات..بحيث نجد لكل سؤال ما لا نهاية من الأجوبة وكل جواب يولد مجموعة من الأسئلة لا نهاية لها. 😍الاتجاه الثاني: يمكن الاستغناء عن الفلسفة. المسلمة: * لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه. 😍الأدلة والحجج: *في المقابل نجد لهذه الأطروحة التي تمجد الفلسفة وتوليها أهمية بالغة خصوما، وهم متعددو المشارب والنزعات، فمنهم الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة كبعض الفقهاء المسلمين وذلك باسم مناقضة الدين في بعض الجوانب أو في كلها. ومنهم أصحاب النزعة العلمية الذين يميلون إلى الاعتقاد بأن العلم سوف يجيب عن جميع الأسئلة التي تضايق الإنسان، وسوف يحل جميع المشاكل المطروحة في محيطه. بفضل ما حققه العلماء من تطور علمي وتقدم تكنولوجي في جميع مجالات العلم، وفي نظر هؤلاء فإن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر. فلا حديث إلا عن غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة...لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه، ولا يرقى أبدا إلى مستوى طموح الإنسان الذي يريد أن يسود في الأرض. وعليه تكون الفلسفة في نظر هؤلاء مجرد أبحاث نظرية ولا نتائج نهائية لها، وعلى هذا لا يمكن الاستفادة منها عمليا، كما أنها مجرد تساؤلات كثيرا ما تكون متناقضة ومثيرة للشكوك والصراعات الفكرية. * الفلسفة مبتورة الصلة بالواقع المعاش، وأن الفيلسوف يعيش دائما منعزلاً في برجه العاجي بعيداً عن الناس وعن المجتمع. * عديمة الجدوى في الحياة العملية، لأنها تعبير عن شيء غامض، لا سبيل إلي فهمه، ولا جدوى من الاشتغال به، ومن ثم فإن الاشتغال بها جهد ضائع، وإنهاك للفكر فيما لا طائل من ورائه. * معقدة وصعبة وعسيرة على الفهم ومن العبث محاولة فهمها لأنّها لا تقول كلاماً سهلاً. *غارقة في التجريد الذي لا جدوى منه. * أقوال متضاربة ومذاهب متعددة متناقضة يحاول كل منها تفنيد المذهب الأخر، أو السابق عليه. * تشكل خطراً على الدين وعلى العقائد الإيمانية ، وأنها كثيراً ما تؤدي دراستها إلي زعزعة الإيمان في النفوس ، وتبذر بذرة الشك والإلحاد. * الفلسفة لا تساوي العلم في اليقين. * الفلسفة مجرد ترف فكري. 😍النقد: لكننا نجد كل اعتراض عن الفلسفة بأي نعت من النعوت المذكورة هو ذاته فلسفة بالمعنى العام الواسع أو بالمعنى الخاص الضيق، لكونه ينمّ عن تساؤل مرتبط باهتمام الإنسان وبحاجته إلى الأمن الفكري والنفسي مثلما هو بحاجة إلى الأمن البيولوجي، وكل اعتراض عن الفلسفة بأي مبرر أو اتهام له ما يردّه بالحجة والبرهان ويثبت العكس بالاعتماد على المنطق والواقع والتاريخ. وقد يعتقد البعض خطأ أن الفلسفة تؤدي إلى الكفر والإلحاد ومخالفة الوحي الإلهي - لأنه لا تعارض بين أفكار وتأملات الفيلسوف العقلية وبين عقيدته الدينية . مثلاً نجد أن الإسلام قد دعا إلى ضرورة التفكير في ملكوت السماوات والأرض والى النظر العقلي في كثير من آيات القرآن الكريم الذي أثنى على الذاكرين - كما في قوله تعالى : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب . الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم - ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ." . 😍التركيب : نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا التوفيق بينهما بالقول أنه لما كانت الفلسفة تعمقاً في المعرفة والبحث للوصول إلي حقائق الحياة العليا، وعللها الأولي ، أي تنظر إلي الوجود نظرة إجمالية عامة ، فإنها الأقدر على الأخذ بيد أي مجتمع من المجتمعات نحو الرقي والتمدن ، لذلك كانت الفلسفة في كافة العصور القاطرة التي تسحب المجتمع بأسره من خلفها نحو التقدم والحضارة . ومن هنا جاءت أهميتها العظيمة التي نشدد عليها. إن إنسان العصر الحديث ربما كان أحوج اليوم إلي الفلسفة منه إلي أي شيء أخر، بسبب انهماكه في مشاغل العيش وهموم المادة. لأن التفلسف جهد إرادي يرمي إلى تعمق الذات، عن طريق الارتداد إلي تلك الأغوار السحيقة التي يشعر المرء بإنيته فيها. لذلك لا ينبغي للإنسان أن يثق في قدرة العلم على حل كل مشاكله و الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها و بالتالي يتخلى عن الفلسفة ، كما لا ينبغي له أن ينظر إلى العلم نظرة عجز وقصور عن فهم وتفسير الوجود الشامل ، بل ينبغي للإنسان أن يتمسك بالفلسفة والعلم معا . لأن كل منهما خصوصيات تميزه عن الأخر من حيث الموضوع والمنهج والهدف وفي هذا الصدد يقول المفكر الفرنسي لوي ألتو سير : " لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتها لا بد لها من وجود العلوم ..." 😍الخاتمة: ختاما ومما سبق نستنتج أن الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان، في المستوى الفردي وفي المستوى الاجتماعي وفي المستوى الأممي الإنساني وفي المستوى الفكري والعلمي والثقافي والحضاري، وهي ظاهرة فطرية طبيعية في الإنسان. و ليست الفلسفة بالشيء الدخيل على الإنسان، لأن حياته عبارة عن حلقات متصلة من الفكر والتأمل. ولن نستطيع ـ حتى إذا أردنا ـ أن نجعل عقولنا تكف عن التفلسف ، لأننا إن فعلنا ذلك نكون كمن يكلف الأشياء ضد طبيعتها، أو كمن يحاول أن يمنع الحياة من الحركة والنشاط . فالفلسفة إذن ضرورية لفهم طبيعة الإنسان، من هنا تأتي أهميتها لتقوم بمهمة الربط بين نتائج العلوم المختلفة لاكتشاف الحقائق الكلية في الكون والتي تقصر العلوم الجزئية عن بلوغها ومنها الطبيعة الإنسانية. إن سقراط عندما قال مقولته الشهيرة "أيّها الإنسان اعرف نفسك بنفسك." قد قصد هذا المعنى ، قصد الكشف عن حقيقة أن الإنسان لن يتمكن من معرفة نفسه إلا من خلال الفلسفة ، ومن ثم أثر سقراط أن يدفع حياته ثمناً لهذه المعرفة، لأنه وجدها تساوي الحياة نفسها. الفلسفة بصفة عامة تساهم في بناء الإنسان عقلياً ونفسياً واجتماعياً وخلقياً ودينياً، وتساهم في بناء المجتمع وفي تطويره وازدهاره، وتساهم في أنسنة الإنسان ليحيا الإنسانية في أبعــد مداها في ذاتـه وفي محيطـه باستمرار. وعليه يمكن القول أن الإنسان يعتمد في تكوين معرفته وتطوير حياته عن طريق الفلسفة والعلم معا فلا يوجد تعارض بينهما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم يسعى سعيا للإجابة عنها ، ثم تقوم هي بدورها بفحص إجابات العلم و نقدها و. وهذا يدفع العلم إلى المزيد من البحث والرقي وهذا الذي دفع هيجل إلى قولته الشهيرة " إن العلوم كانت الأرضية التي قامت عليها الفلسفة ، وتجددت عبر العصور ." أقوال فلسفية: أرسطو: "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر" إمام عبد الفتاح: "الفلسفة ضرورية للعلم نفسه" باسكال: "أن نسخر من الفلسفة هو أن نتفلسف حقا" راسل: "إن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يعيش كرجل أعمى يبحث في غرفة مظلمة عن قبعة سوداء لا وجود لها" أبو حيان التوحيدي: "الفلسفة هي كمال إنساني" "ميرسن": "إننا نتفلسف كما نتنفس". يرى "برتراند راسل" أن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يمضي في وجوده سجين دوغماتيات (وثوقيات) زائفة وحياة روتينية مجردة من التأمل. "فيظهر له العالم محدودا محصورا واضحا ولا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال". *يؤكد "ديكارت" من جهته، على ضرورة الفلسفة في قوله: "إن لفظ الفلسفة هذا، معناه دراسة الحكمة وليس المقصود بالحكمة الحذر في الأعمال فحسب، وإنما هي معرفة تامة بسائر الأشياء التي يستطيع الإنسان معرفتها. من أجل السلوك أو من أجل المحافظة على الصحة واختراع سائر الفنون". *هذا ما أفصح عنه "ديكارت" في كتابه "مبادئ الفلسفة" بقوله: "إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين. وحضارة أمة وثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها" *ديكارت يقول: "أن العيش بدون تفلسف كالذي أغمض عينيه ولم يحاول أبدا فتحها" *يقول أرسطو: "تقولون يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف بالفعل، تقولون لا يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف أيضا حتى نبرهن على ذلك، على كل، من الضروري أن نتفلسف". *كما يرى "أرسطو": "أن كل رفض للفلسفة يحتاج إلى الفلسفة". *يقول "كارل ياسبيرز": "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة. وينبغي أن يتحول كل جواب إلى سؤال جديد". ملاحظة: بإمكان التلميذ ومن خلال هذه المادة المعرفية وما يمتلكه من رصيد معرفي أن ينجز مقالة حول أهمية الفلسفة بأسلوبه الخاص. سواء كانت مقالة جدلية أو استقصاء بالوضع. بالتوفيق.......وصبر جميل
    اعجبني
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 6297 مشاهدة 0 تقييم
  • مقال جدلي حول عوامل الإدراك ( شعبة آداب و فلسفة )
    ✓ من إعداد : الأستاذ أنور سبحي
    * السؤال : هل الإدراك محصلة لنشاط الذهن أم تصور لنظام الأشياء ؟
    * الأسئلة المشابهة :
    - هل إدراكنا تابع لموضوعات العالم الخارجي لا غير ؟
    - هل تقتصر عملية الإدراك على الموضوع المدرك فقط ؟
    - هل تتوقف العملية الإدراكية على إنتظام الأشياء ؟
    مقدمة : ( طرح المشكلة )
    يعتبر الإدراك أحدى أهم العمليات النفسية التي يستعين الإنسان بها لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدور للإحساس ومتجاوزة له في الوقت نفسه ، وهذا لما يقوم به من تنظيم لإحساساتنا الواردة من العالم الخارجي وتفسيرها ، فهو عملية عقلية معقدة تتداخل فيها مختلف القدرات الذهنية للإنسان ، حيث يعرفه جميل صليبا بأنه " حصول صورة الشيء في العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا أو ماديا ، جزئيا أو كليا ، حاضرا أو غائبا " ، إلا أن عملية الإدراك تختلف من إنسان لآخر نظرا لوجود جملة من العوامل و الشروط التي تحكمها ، وهذا ما مثل محور جدال و إختلاف بين الفلاسفة والمفكرين ، فهناك من يرى أن الإدراك نشاط ذاتي يخضع لعوامل ذاتية متعلقة بالشخص المدرك ، وهناك من أرجعه إلى عوامل موضوعية متعلقة ببنية الموضوع المدرك ، ومن هذا الجدال الفلسفي وجب طرح الإشكالية التالية : هل الإدراك محصلة للعوامل الذاتية أم هو مجرد تصور للبنية الخارجية للأشياء ؟
    أو بصيغة أخرى : هل الإدراك يعود إلى عوامل ذاتية بحتة أم إلى مجمل العوامل الموضوعية ؟
    العرض : (محاولة حل المشكلة)
    عرض منطق الأطروحة : الإدراك تتحكم فيه عوامل ذاتية
    إن عملية الإدراك تتوقف في مجملها على مجموعة العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية والجسمية للإنسان كالتخيل ، الذكاء ، الذاكرة والإنتباه و غيرها ، وهي عوامل يمكن من خلالها تفسير التباين الحاصل على مستوى ادراكات الأشخاص للموقف الواحد ، ويمثل هذا الموقف كل من " ديكارت ، آلان ، باركلي" و حججهم في ذلك ما يلي :
    ان الادراك عملية عقلية ذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان إدراك الشيء ذي أبعاد يتم بواسطة أحكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراك نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائف عقلية عليا من بينها الخبرة والذاكرة ، فنحن ندرك الأشياء في ضوء ما خبرنا وما مر بنا من تجارب ، ويترتب على ذلك أنه كلما كانت الأشياء التي ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبراتنا الراهنة يسهل علينا إدراكها من تلك التي لم تقع في نطاق خبرتنا السابقة ، مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك ، ويؤكد ذلك ما ذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب ، بالرغم أننا لا نرى إلا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، في حين ان للمكعب ستة وجوه و اثنا عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الأوجه والأضلاع التي لا نراه الآن ، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس بل لنشاط الذهن وأحكامه ، يقول في هذا آلان : " إن الإدراك حكم عقلي " .
    ويؤكد ( باركلي ) أن الأكمه ( الأعمى ) اذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الأشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والأبعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقة بالمسافات والأبعاد ، وحالة الأكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الأشياء البعيدة ، لأنه يخطئ – أيضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه لذلك ، يقول : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة و الخبرة في توجيه الإدراك " ، كما ترتبط عملية الإدراك بالإرادة والتركيز لأن هناك : الكثير من الأمور التي لا تدرك بسهولة وتحتاج حينئذ للإرادة ، وتركيز الوعي نحو الموضوع ، وهذا من أجل معرفة تفاصيله ، كالطبيب الذي يفحص المريض من أجل تشخيص المرض ، أو الميكانيكي الذي يريد معرفة العطب الموجود في السيارة ، كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول و رغبات و أهواء تأثير على عملية الإدراك ، وذلك أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا الانفعالية ، ففي الحزن نرى العالم كئيبا أسودا و في الفرح نراه جميلا ملونا ، و في الخوف نراه مرعبا و هكذا ... و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك ، كما الإنسان يدرك بسهولة الأمور التي تتفق مع ميوله ورغباته وأما الأشياء التي تتعارض مع ميوله فلا يدركها إلا بصعوبة أو يدركها إدراكا مشوها ، فرؤية الفنان إلى الطبيعة تنصب على الألوان والأضواء ومدى تناسبها ، أما القائد العسكري يراها كما لو كانت تصلح لإعداد خطة حربية معينة ، والمهندس يراها منطقة ملائمة لبناء سكنات ومرافق رياضية ، والفلاح بدوره يرى فيها حقول من كل أنواع الخضر والفواكه ، وهكذا يتأثر الإدراك بالميول والاهتمامات الخاصة ، ونجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة ، ويتضح أثرها من خلال أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن ، أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ ، فنظرة الأم إلى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه ، وكذا عامل التوقع الذي يعني أن الإنسان يدرك الأشياء كما يتوقع أن تكون والموضوعات التي تخالف توقعه يصعب عليه إدراكها ، فقد يحدث مثلا أن نرى إنسانا نعرفه ولكن ندركه بصعوبة لأننا لم نتوقع الإلتقاء به ، كما لا يمكن تجاهل عاملي السن والمستوى الثقافي و التعليمي ، حيث نجد أن إدراك الراشد للأشياء يختلف عن إدراك الصبي لها ، وادراك المتعلم أو المثقف يختلف بطبيعة الحال عن إدراك الجاهل ، فإدراك شاب مهتم بالسيارات و آخر غير مهتم لسيارة متوقفة أمامهما يختلف ، فالأول يدرك نوعها و سرعتها وكل تفاصيلها أما الثاني فيدركها كسيارة فقط ، كما أن للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ، فالعربي مثلا في الغالب يدرك الأشياء من اليمين إلى اليسار لتعوده على الكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الأوروبي الذي يدرك من اليسار إلى اليمين .
    نقد و مناقشة :
    صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية الإدراك ، لكن هذه العوامل وحدها لا تكفي ، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية ، كما أن بعض الأشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية و ذلك لإحتوائها على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أصعب من غيرها ، وهذا ما أغفله الذاتيين ، ففي بعض الأحيان قد تتوفر هذه الشروط الذاتية ولا يحصل الإدراك أو يكون الإدراك غير واضح نظرا لطبيعة الشيء المدرك وشكله ومدى انتظام عناصره .
    الموقف الثاني :
    الإدراك تتحكم فيه عوامل موضوعية
    إن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع و بنيته الخارجية ، فطبيعة الشيء المدرك هي التي تحدد درجة إدراكنا ، فإدراك الأشياء عملية موضوعية وليس وليد أحكام عقلية تصدرها الذات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين الانتظام " ، ويمثل هذا الموقف رواد المدرسة الجشطالتية وهم " كوفكا ، كوهلر ، فيرتهايمر وبول غيوم " ، وحججهم في ذلك مايلي :
    إن الإدراك لا يعود إلى عوامل عقلية ذاتية بقدر ما يعود إلى الشكل الخارجي والبنية بأكملها ، وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك ، يقول بول غيوم : " إن الوقائع النفسية صور ، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني وألزماني للإدراك أو التصور ، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية " ، فالإدراك يخضع لجملة من القوانين التي هي عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل نجد عامل الشكل والأرضية ، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية ، فعندما نضع قطعة قطن على أرضية مثل لونها ( الثلج ) لا نستطيع إدراكها على العكس عندما نضعها على أرضية سوداء ، فالموضوع يكون أكثر وضوحا في العملية الإدراكية عندما يكون على أرضية مناسبة ، وهذا ما أكده ( كوهلر ) في قوله : " إن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر و الأجزاء التي يتألف منها الشيء بل شكله و بناؤه العام " . وكذلك نجد قانون الإنتظام ، حيث أن العناصر الجزئية لما تنتظم تكون صورة كلية فيكون إدراكنا للكل دائما أسبق من الجزء ، فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق و صورة الوجه قبل العين والأنف و صورة القسم قبل الطاولة ومكان التلميذ ، كما أن الصور والأشياء البارزة تكون أولى بالإدراك من غيرها ، فالنجمة الساطعة في السماء ندركها قبل غيرها وهذا ما يعرف بقانون البروز ، يقول ( كوفكا ) : " إن عامل الإنتظام والبروز كافي لعملية الإدراك " ، إضافة إلى ذلك نجد قانون التشابه ، ومعناه أن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل إلى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها ، فالإنسان يدرك أرقام الهاتف بسهولة إذا كانت متشابهة ، وكذلك قانون التقارب والذي فحواه أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة ، فنحن ندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها ، كما أن الإنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها ، فنحن ندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة ، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها ندركها كاملة و هذا ما يعرف بقانون الإغلاق ، وإضافة إلى قوانين الإنتظام نجد من العوامل الموضوعية كذلك عامل الحركة لأنها تولد الإنتباه ، فنحن ندرك الجسم المتحرك قبل الجسم الساكن ، كأن تتجه أنظارنا نحو الشهاب بدل النجوم الثابتة ، وكذا عامل البيئة الإجتماعية ، إذ أن إدراك الإنسان يتشكل حسب المعايير التي حددتها البيئة الإجتماعية التي ينتمي إليها ، فالبدو لا يدركون الأشياء كما يدركها الحضر ، فكل بيئة لها خصائص تنعكس على أذهان أبنائها ، و لهذا كانت التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته و مجتمعه عاملا أساسيا في تحديد مجال إدراكه .
    نقد و مناقشة :
    لا يمكن إنكار دور العوامل الموضوعية من تأثير في عملية الإدراك إلا أن الإلحاح على أهمية العوامل الموضوعية في الادراك وإهمال العوامل الذاتية لاسيما دور العقل ليس له ما يبرره ، فهذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير أو مجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواء أراد ذلك أو لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لا فاعل .
    التركيب :
    إن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك ، ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك ، ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن الإدراك هو عملية متعددة الأبعاد ، فهو قائم على التفاعل بين الذات و الموضوع ، وهكذا يغدو وعي الإنسان فعلا موجها نحو الخارج عن طريق فكرة القصدية ، أي هناك موضوع وهناك ذاتا تقصده ، وبالتالي لا يفهم الإدراك من خلال ذات دون موضوع و لا موضوع دون ذات ، فكل إدراك هو شعور بموضوع ، وهذا ما قصده ( هوسرل ) في قوله : " الشعور دائما هو الشعور بموضوع ما " .
    خاتمة : ( حل المشكلة )
    و في الأخير نستنتج أن الادراك من الوظائف الأكثر تعقيدا ، وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود إلى نشاط الذات وبعضها الآخر إلى بنية الموضوع ، وهذا على اعتبار أن هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع ، فكل إدراك هو ادراك لموضوع ، ولكن على أن يكون لهذا الموضوع خصائص تساعد على إدراكه ، فالادراك لا يعود إلى فاعلية الذات فقط أو إلى بنية الموضوع فحسب ، وهذا من حيث أنه لا وجود لإدراك بدون موضوع ندركه ، ولذلك يمكننا القول أن الادراك يعود إلى تفاعل مزدوج ودائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية .
    مقال جدلي حول عوامل الإدراك ( شعبة آداب و فلسفة ) ✓ من إعداد : الأستاذ أنور سبحي * السؤال : هل الإدراك محصلة لنشاط الذهن أم تصور لنظام الأشياء ؟ * الأسئلة المشابهة : - هل إدراكنا تابع لموضوعات العالم الخارجي لا غير ؟ - هل تقتصر عملية الإدراك على الموضوع المدرك فقط ؟ - هل تتوقف العملية الإدراكية على إنتظام الأشياء ؟ مقدمة : ( طرح المشكلة ) يعتبر الإدراك أحدى أهم العمليات النفسية التي يستعين الإنسان بها لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدور للإحساس ومتجاوزة له في الوقت نفسه ، وهذا لما يقوم به من تنظيم لإحساساتنا الواردة من العالم الخارجي وتفسيرها ، فهو عملية عقلية معقدة تتداخل فيها مختلف القدرات الذهنية للإنسان ، حيث يعرفه جميل صليبا بأنه " حصول صورة الشيء في العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا أو ماديا ، جزئيا أو كليا ، حاضرا أو غائبا " ، إلا أن عملية الإدراك تختلف من إنسان لآخر نظرا لوجود جملة من العوامل و الشروط التي تحكمها ، وهذا ما مثل محور جدال و إختلاف بين الفلاسفة والمفكرين ، فهناك من يرى أن الإدراك نشاط ذاتي يخضع لعوامل ذاتية متعلقة بالشخص المدرك ، وهناك من أرجعه إلى عوامل موضوعية متعلقة ببنية الموضوع المدرك ، ومن هذا الجدال الفلسفي وجب طرح الإشكالية التالية : هل الإدراك محصلة للعوامل الذاتية أم هو مجرد تصور للبنية الخارجية للأشياء ؟ أو بصيغة أخرى : هل الإدراك يعود إلى عوامل ذاتية بحتة أم إلى مجمل العوامل الموضوعية ؟ العرض : (محاولة حل المشكلة) عرض منطق الأطروحة : الإدراك تتحكم فيه عوامل ذاتية إن عملية الإدراك تتوقف في مجملها على مجموعة العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية والجسمية للإنسان كالتخيل ، الذكاء ، الذاكرة والإنتباه و غيرها ، وهي عوامل يمكن من خلالها تفسير التباين الحاصل على مستوى ادراكات الأشخاص للموقف الواحد ، ويمثل هذا الموقف كل من " ديكارت ، آلان ، باركلي" و حججهم في ذلك ما يلي : ان الادراك عملية عقلية ذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان إدراك الشيء ذي أبعاد يتم بواسطة أحكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراك نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائف عقلية عليا من بينها الخبرة والذاكرة ، فنحن ندرك الأشياء في ضوء ما خبرنا وما مر بنا من تجارب ، ويترتب على ذلك أنه كلما كانت الأشياء التي ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبراتنا الراهنة يسهل علينا إدراكها من تلك التي لم تقع في نطاق خبرتنا السابقة ، مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك ، ويؤكد ذلك ما ذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب ، بالرغم أننا لا نرى إلا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، في حين ان للمكعب ستة وجوه و اثنا عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الأوجه والأضلاع التي لا نراه الآن ، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس بل لنشاط الذهن وأحكامه ، يقول في هذا آلان : " إن الإدراك حكم عقلي " . ويؤكد ( باركلي ) أن الأكمه ( الأعمى ) اذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الأشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والأبعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقة بالمسافات والأبعاد ، وحالة الأكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الأشياء البعيدة ، لأنه يخطئ – أيضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه لذلك ، يقول : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة و الخبرة في توجيه الإدراك " ، كما ترتبط عملية الإدراك بالإرادة والتركيز لأن هناك : الكثير من الأمور التي لا تدرك بسهولة وتحتاج حينئذ للإرادة ، وتركيز الوعي نحو الموضوع ، وهذا من أجل معرفة تفاصيله ، كالطبيب الذي يفحص المريض من أجل تشخيص المرض ، أو الميكانيكي الذي يريد معرفة العطب الموجود في السيارة ، كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول و رغبات و أهواء تأثير على عملية الإدراك ، وذلك أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا الانفعالية ، ففي الحزن نرى العالم كئيبا أسودا و في الفرح نراه جميلا ملونا ، و في الخوف نراه مرعبا و هكذا ... و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك ، كما الإنسان يدرك بسهولة الأمور التي تتفق مع ميوله ورغباته وأما الأشياء التي تتعارض مع ميوله فلا يدركها إلا بصعوبة أو يدركها إدراكا مشوها ، فرؤية الفنان إلى الطبيعة تنصب على الألوان والأضواء ومدى تناسبها ، أما القائد العسكري يراها كما لو كانت تصلح لإعداد خطة حربية معينة ، والمهندس يراها منطقة ملائمة لبناء سكنات ومرافق رياضية ، والفلاح بدوره يرى فيها حقول من كل أنواع الخضر والفواكه ، وهكذا يتأثر الإدراك بالميول والاهتمامات الخاصة ، ونجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة ، ويتضح أثرها من خلال أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن ، أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ ، فنظرة الأم إلى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه ، وكذا عامل التوقع الذي يعني أن الإنسان يدرك الأشياء كما يتوقع أن تكون والموضوعات التي تخالف توقعه يصعب عليه إدراكها ، فقد يحدث مثلا أن نرى إنسانا نعرفه ولكن ندركه بصعوبة لأننا لم نتوقع الإلتقاء به ، كما لا يمكن تجاهل عاملي السن والمستوى الثقافي و التعليمي ، حيث نجد أن إدراك الراشد للأشياء يختلف عن إدراك الصبي لها ، وادراك المتعلم أو المثقف يختلف بطبيعة الحال عن إدراك الجاهل ، فإدراك شاب مهتم بالسيارات و آخر غير مهتم لسيارة متوقفة أمامهما يختلف ، فالأول يدرك نوعها و سرعتها وكل تفاصيلها أما الثاني فيدركها كسيارة فقط ، كما أن للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ، فالعربي مثلا في الغالب يدرك الأشياء من اليمين إلى اليسار لتعوده على الكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الأوروبي الذي يدرك من اليسار إلى اليمين . نقد و مناقشة : صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية الإدراك ، لكن هذه العوامل وحدها لا تكفي ، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية ، كما أن بعض الأشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية و ذلك لإحتوائها على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أصعب من غيرها ، وهذا ما أغفله الذاتيين ، ففي بعض الأحيان قد تتوفر هذه الشروط الذاتية ولا يحصل الإدراك أو يكون الإدراك غير واضح نظرا لطبيعة الشيء المدرك وشكله ومدى انتظام عناصره . الموقف الثاني : الإدراك تتحكم فيه عوامل موضوعية إن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع و بنيته الخارجية ، فطبيعة الشيء المدرك هي التي تحدد درجة إدراكنا ، فإدراك الأشياء عملية موضوعية وليس وليد أحكام عقلية تصدرها الذات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين الانتظام " ، ويمثل هذا الموقف رواد المدرسة الجشطالتية وهم " كوفكا ، كوهلر ، فيرتهايمر وبول غيوم " ، وحججهم في ذلك مايلي : إن الإدراك لا يعود إلى عوامل عقلية ذاتية بقدر ما يعود إلى الشكل الخارجي والبنية بأكملها ، وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك ، يقول بول غيوم : " إن الوقائع النفسية صور ، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني وألزماني للإدراك أو التصور ، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية " ، فالإدراك يخضع لجملة من القوانين التي هي عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل نجد عامل الشكل والأرضية ، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية ، فعندما نضع قطعة قطن على أرضية مثل لونها ( الثلج ) لا نستطيع إدراكها على العكس عندما نضعها على أرضية سوداء ، فالموضوع يكون أكثر وضوحا في العملية الإدراكية عندما يكون على أرضية مناسبة ، وهذا ما أكده ( كوهلر ) في قوله : " إن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر و الأجزاء التي يتألف منها الشيء بل شكله و بناؤه العام " . وكذلك نجد قانون الإنتظام ، حيث أن العناصر الجزئية لما تنتظم تكون صورة كلية فيكون إدراكنا للكل دائما أسبق من الجزء ، فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق و صورة الوجه قبل العين والأنف و صورة القسم قبل الطاولة ومكان التلميذ ، كما أن الصور والأشياء البارزة تكون أولى بالإدراك من غيرها ، فالنجمة الساطعة في السماء ندركها قبل غيرها وهذا ما يعرف بقانون البروز ، يقول ( كوفكا ) : " إن عامل الإنتظام والبروز كافي لعملية الإدراك " ، إضافة إلى ذلك نجد قانون التشابه ، ومعناه أن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل إلى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها ، فالإنسان يدرك أرقام الهاتف بسهولة إذا كانت متشابهة ، وكذلك قانون التقارب والذي فحواه أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة ، فنحن ندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها ، كما أن الإنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها ، فنحن ندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة ، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها ندركها كاملة و هذا ما يعرف بقانون الإغلاق ، وإضافة إلى قوانين الإنتظام نجد من العوامل الموضوعية كذلك عامل الحركة لأنها تولد الإنتباه ، فنحن ندرك الجسم المتحرك قبل الجسم الساكن ، كأن تتجه أنظارنا نحو الشهاب بدل النجوم الثابتة ، وكذا عامل البيئة الإجتماعية ، إذ أن إدراك الإنسان يتشكل حسب المعايير التي حددتها البيئة الإجتماعية التي ينتمي إليها ، فالبدو لا يدركون الأشياء كما يدركها الحضر ، فكل بيئة لها خصائص تنعكس على أذهان أبنائها ، و لهذا كانت التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته و مجتمعه عاملا أساسيا في تحديد مجال إدراكه . نقد و مناقشة : لا يمكن إنكار دور العوامل الموضوعية من تأثير في عملية الإدراك إلا أن الإلحاح على أهمية العوامل الموضوعية في الادراك وإهمال العوامل الذاتية لاسيما دور العقل ليس له ما يبرره ، فهذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير أو مجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواء أراد ذلك أو لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لا فاعل . التركيب : إن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك ، ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك ، ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن الإدراك هو عملية متعددة الأبعاد ، فهو قائم على التفاعل بين الذات و الموضوع ، وهكذا يغدو وعي الإنسان فعلا موجها نحو الخارج عن طريق فكرة القصدية ، أي هناك موضوع وهناك ذاتا تقصده ، وبالتالي لا يفهم الإدراك من خلال ذات دون موضوع و لا موضوع دون ذات ، فكل إدراك هو شعور بموضوع ، وهذا ما قصده ( هوسرل ) في قوله : " الشعور دائما هو الشعور بموضوع ما " . خاتمة : ( حل المشكلة ) و في الأخير نستنتج أن الادراك من الوظائف الأكثر تعقيدا ، وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود إلى نشاط الذات وبعضها الآخر إلى بنية الموضوع ، وهذا على اعتبار أن هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع ، فكل إدراك هو ادراك لموضوع ، ولكن على أن يكون لهذا الموضوع خصائص تساعد على إدراكه ، فالادراك لا يعود إلى فاعلية الذات فقط أو إلى بنية الموضوع فحسب ، وهذا من حيث أنه لا وجود لإدراك بدون موضوع ندركه ، ولذلك يمكننا القول أن الادراك يعود إلى تفاعل مزدوج ودائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية .
    اعجبني
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 7717 مشاهدة 0 تقييم
  • مقالة مقارنة بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية .
    ملاحظة في المنهجية بعد كتابة المقدمة يكتب اوجه الاختلاف ثم اوجه التشابه ثم العلاقة بينهما ثم الخاتمة.
    مقالة مقارنة بين المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية . ملاحظة في المنهجية بعد كتابة المقدمة يكتب اوجه الاختلاف ثم اوجه التشابه ثم العلاقة بينهما ثم الخاتمة.
    اعجبني
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 719 مشاهدة 0 تقييم
  • منهجية المقارنة بالتفصيل . جميع الشعب + مقالة تطبيقية . المراجعة النهائية في الفلسفة .
    منهجية المقارنة بالتفصيل . جميع الشعب + مقالة تطبيقية . المراجعة النهائية في الفلسفة .📚
    أحببت هذا
    4
    0 التعليقات 0 المشاركات 732 مشاهدة 0 تقييم
  • المقارنة بين الـ ADN و ARN سنة 3 ع ت و 3 رياضيات
    وذلك وفق المنهجية الجديدة *منهجية مقارنة الخصائص*
    المجال1/ الوحدة 1: تركيب البروتين
    المقارنة بين الـ ADN و ARN سنة 3 ع ت و 3 رياضيات وذلك وفق المنهجية الجديدة *منهجية مقارنة الخصائص* 👌👌👌 المجال1/ الوحدة 1: تركيب البروتين
    أحببت هذا
    3
    0 التعليقات 0 المشاركات 864 مشاهدة 0 تقييم
  • جماعة هذا برنامج اللغة الفرنسية الفصل الأول فيما يتعلق بالنص #التاريخي Texte# Historique#
    _بإذن الله وإذا وفقنا ربي راح نحط لكم كامل الدروس قبل نهاية الفصل الأول + وقريبا نزل الدرس الأول ولي هو
    _le champ lexical
    جماعة هذا برنامج اللغة الفرنسية الفصل الأول فيما يتعلق بالنص #التاريخي Texte# Historique# _بإذن الله وإذا وفقنا ربي راح نحط لكم كامل الدروس قبل نهاية الفصل الأول + وقريبا نزل الدرس الأول ولي هو _le champ lexical 🔥💗
    أحببت هذا
    رائع
    4
    2 التعليقات 0 المشاركات 3315 مشاهدة 0 تقييم
  • اعجبني
    أحببت هذا
    5
    0 التعليقات 0 المشاركات 1165 مشاهدة 0 تقييم
  • حقيبة الأستاذ بوالريش أحمد في علوم الطبيعة و الحياة 3 ثانوي
    العدد 1: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد . الوحدات 1+2+3
    العدد 2: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    الوحدة 4 دور البروتينات في الدفاع عن الذات من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    العدد 3: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    الوحدة 5 دور البروتينات في الاتصال العصبي من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    العدد 4: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    المجال 2 التكتونية العامة جزء1 من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    العدد 5: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    المجال 2 التكتونية العامة جزء2 من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحم
    مجلة المستقبل العدد 2: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد
    الوحدة 4 التخصص الوظيفي للبروتينات في الدفاع عن الذات إعداد الأستاذ بوالريش أحمد
    رابط التحميل : https://etudook.com/blogs/130/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-3
    حقيبة الأستاذ بوالريش أحمد في علوم الطبيعة و الحياة 3 ثانوي العدد 1: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد . الوحدات 1+2+3 العدد 2: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد الوحدة 4 دور البروتينات في الدفاع عن الذات من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد العدد 3: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد الوحدة 5 دور البروتينات في الاتصال العصبي من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد العدد 4: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد المجال 2 التكتونية العامة جزء1 من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد العدد 5: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد المجال 2 التكتونية العامة جزء2 من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحم مجلة المستقبل العدد 2: من مجلة النجاح للأستاذ بوالريش أحمد الوحدة 4 التخصص الوظيفي للبروتينات في الدفاع عن الذات إعداد الأستاذ بوالريش أحمد رابط التحميل : https://etudook.com/blogs/130/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-3
    أحببت هذا
    رائع
    3
    1 التعليقات 0 المشاركات 5122 مشاهدة 0 تقييم
إعلان مُمول

أكاديمية سوف

الان وبعد طول إنتظار تعلن أكاديمية سوف عن نيلها الإعتماد من طرف وزارة التكوين و التعليم المهني لتصبح بذلك مؤسسة #معتمدة في التكوين و التعليم المهنيين لتفتح المجال أمام شباب المنطقة للتكوين في...