• وزير التكوين المهني يشرف على افتتاح الطبعة الثالثة للصالون الوطني للإبتكار مقال الجلفة انفو
    أشرف وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد، ياسين مرابي، على افتتاح فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الوطني للابتكار في التكوين والتعليم المهنيين بحضور عدد من الوزراء وممثلين عن عدة قطاعات وعن الأسلاك الأمنية.

    الصالون الوطني للابتكار والذي يدوم لثلاثة أيام سيشارك فيه شباب من حاملي المشاريع من متربصين وخريجي مؤسسات التكوين المهني، سيعرضون ما يقارب 100 مشروع مهني في مختلف المجالات خاصة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مهن المياه والبيئة، الفلاحة، الالكترونيك والكهرباء الصناعية، الطاقات المتجددة وكذا الفندقة والسياحة.

    السيد الوزير في كلمة له بالمناسبة، أوضح أن الصالون يندرج في اطار "المقاربة التي يتبناها القطاع لتحقيق مسعى النوعية في التكوين وترسيخ ثقافة المبادرة الفردية لدى الشباب المتكون لاستحداث مشاريع من شأنها المساهمة في تطوير مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

    وأشار الى أن هذه التظاهرة تعد فضاء يسمح للشباب بإبراز "قدراتهم في الابتكار والابداع لمرافقة الجهد التنموي الذي تشهده بلادنا لتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي".

    من جهة أخرى, أشار السيد مرابي الى أن التوجه نحو التكوين كاستثمار دائم لترقية المورد البشري يتطلب "تعزيز الشراكة بين كل الفاعلين, سيما بين المؤسسات التكوينية والاقتصادية ووكالات الدعم والمرافقة".

    كما ذكر بأن القطاع شهد "تفعيلا لاتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين في شتى القطاعات قصد تحقيق الأهداف المرتبطة بتكوين المتربصين والمتمهنين وادماجهم في عالم الشغل وكذا من خلال انشاء المؤسسات المصغرة والمؤسسات الناشئة".

    وعلى هامش فعاليات الافتتاح, قام السيد مرابي بزيارة أجنحة الصالون للاطلاع على مختلف المشاريع المعروضة والاستماع الى تطلعات وانشغالات الشباب أصحاب المشاريع.
    وزير التكوين المهني يشرف على افتتاح الطبعة الثالثة للصالون الوطني للإبتكار مقال الجلفة انفو أشرف وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد، ياسين مرابي، على افتتاح فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الوطني للابتكار في التكوين والتعليم المهنيين بحضور عدد من الوزراء وممثلين عن عدة قطاعات وعن الأسلاك الأمنية. الصالون الوطني للابتكار والذي يدوم لثلاثة أيام سيشارك فيه شباب من حاملي المشاريع من متربصين وخريجي مؤسسات التكوين المهني، سيعرضون ما يقارب 100 مشروع مهني في مختلف المجالات خاصة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مهن المياه والبيئة، الفلاحة، الالكترونيك والكهرباء الصناعية، الطاقات المتجددة وكذا الفندقة والسياحة. السيد الوزير في كلمة له بالمناسبة، أوضح أن الصالون يندرج في اطار "المقاربة التي يتبناها القطاع لتحقيق مسعى النوعية في التكوين وترسيخ ثقافة المبادرة الفردية لدى الشباب المتكون لاستحداث مشاريع من شأنها المساهمة في تطوير مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وأشار الى أن هذه التظاهرة تعد فضاء يسمح للشباب بإبراز "قدراتهم في الابتكار والابداع لمرافقة الجهد التنموي الذي تشهده بلادنا لتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي". من جهة أخرى, أشار السيد مرابي الى أن التوجه نحو التكوين كاستثمار دائم لترقية المورد البشري يتطلب "تعزيز الشراكة بين كل الفاعلين, سيما بين المؤسسات التكوينية والاقتصادية ووكالات الدعم والمرافقة". كما ذكر بأن القطاع شهد "تفعيلا لاتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين في شتى القطاعات قصد تحقيق الأهداف المرتبطة بتكوين المتربصين والمتمهنين وادماجهم في عالم الشغل وكذا من خلال انشاء المؤسسات المصغرة والمؤسسات الناشئة". وعلى هامش فعاليات الافتتاح, قام السيد مرابي بزيارة أجنحة الصالون للاطلاع على مختلف المشاريع المعروضة والاستماع الى تطلعات وانشغالات الشباب أصحاب المشاريع.
    أحببت هذا
    3
    0 التعليقات 0 المشاركات 12864 مشاهدة 0 تقييم
  • مقالة فلسفية / سلبيات وايجابيات العادة او التعود
    مقدمة
    يسعى الانسان دائما إلى المواجهة والتكيف مع مطالب الحياة الطبيعية والاجتماعية, ونوازع الحياة العقلية والنفسية وهذا ما يدفعه الى تغذية ارادته وتنميتها بتحصيل الخبرة , لهذا نجده تعود على سلوكات آلية تسمى بلعادة ,مقابل سلوكات قصدية تسمى الارادة , ونعني بالعادة قدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة آلية وبسرعة ودقة واقتصاد في الجهد النفسي والعمل الذهني ,أما الارادة فهي القدرة الكلية لمواجهة الحياة القهرية وتجاوز أفعالنا الغريزية وسلوكاتنا الآلية , وعلى هذا الأساس وقع جدال بين الفلاسفة والمفكرين فهناك من رد عملية التكيف الى العادة و هناك من ردها إلى الأرادة , ومن هذا الاختلاف والتباين في الأفكار نطرح الاشكال الاتي : هل التكيف يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟ وبعبارة أخرى :هل بالعادة نحقق تكيفنا مع العالم الخارجي؟

    الموقف الأول : بری انصار هذا الطرح امثال ارسطو وجون ديوي ان التكيف مع الواقع يتحقق بواسطة العادة, فهي تمكننا من اتقان العمل والأفعال وأداء سلوك ما بسرعة وبمجهود أقل , و تساعد الانسان على اكتساب سلوكات خبرات لم يكن يملكها من قبل ,كما انها اداة تحرر فهي تحرر الانسان من الحركات العشوائية وتساهم في نجاحه في الحياة واذا تمكنه من الحصول على مهارات مختلفة ومتعددة وكذالك القيام بعمله بإتقان ,فهي تكتسب عن طريق التقليد والتقنين قال ارسطو " العادة طبيعة ثانية " , فعلى المستوى الحركي والجسمي تساعد العادة صاحبها على توفير الوقت والجهد في أداة الأعمال مما يسمح له القيام بأعمال أخرى والتكيف بسرعة من المواقف الجديدة .كما أنها كشف للمهارة وتجلي لروح, قال مودسلي " لو لم تكن العادة تسهل لنا الأشياء لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا " إن كل حركة جسمية ماهي في الأصل إلا نتيجة العادة والدليل على ذلك الرياضي الذي عود جسمه بعض المهارات في الحركات , فهو يقوم بها بكل إرادة وحرية ,أما الذي لم يعود جسمه على ذلك فيصاب بتشنجات عضلية قال آلان " إن العادة تمنح الجسم الرشاقة والسيولة " وقال أيضا " هي قدرة على أداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن أدائه " ومن جهة اخرى, للعادة اتصالا وثيقا بالاخلاق , فمن خلالها يتم غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهم بشكل فعال في تكوين الشخصية . ففي سن مبكرة يكتسب عاداته بالتقليد والتلقين والتدريب فيفضلها يتم تهذيب النفس , فمثلا : من وطن نفسه على صفة الأمانة تجده لن يقف مترددا في أحكامه , ولا ينفق في هذا جهدا , و على المستوى الاجتماعي فالانسجام والتوافق بين افراد المجتمع مصدره العادة لأنها تجعل البينة مألوفة لديهم , كما أنها تساعد على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى , لاسيما أثناء احترام الأفراد للعادات الاجتماعية , فمن خلالها يتم الترابط والتماسك فتنتشر أواصر المحبة ,و يتجلى ذلك خاصة في موائد رمضان وكذلك التضامن الاجتماعي خلال الكوارث الطبيعية باتقان و بالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة قال جون ديوي "كل العادات تدفع إلى القيام بأنواع معينة من النشاط وهي تكون النفس..".

    النقد : برغم من أن العادة سلوك ايجابي يساعد في تحقيق التكيف ولكن بما انها وليدة التكرار فهي تولد تضاؤل الإحساس وضعف الشعور تدريجيا وتجعل الفعل شبه آلي , الأمر الذي يخرجها من الفعالية والنشاط ويداخلها في روتين جامد ومتحجر.

    الموقف الثاني : پری انصار هذا الطرح امثال سيبينوزا ووليم جميس أن التكيف الأمثل مع الواقع يتحقق بالارادة فهي من العمليات العقلية التي تهدف الى تكييف الاستجابة لحسم الصراع بيين الميول وتفهم بمعنيين : المعنى العام : هي القدرة الكلية لمواجهة الحياة القهرية وتجاوز أفعالنا الغريزية وسلوكاتنا الآلية , المعنى الثاني : فيها يتخذ العقل قرار مدبرا مع سبق الإصرار قبل الإقدام على تنفيذها أي قصد الى الفعل أو الترك مع الوعي الاسباب المؤدية لهما , فهي تعد فعل إيجابي في التكيف فالارادة مراة لشخصيتنا لأنها في الأصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته كما انها فعل تاملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شينا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينواز "فالارادة والعقل شئ واحد ", كما يمتاز السلوك الإرادي بالمرونة والتجديد وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الالي الى الفعل كما هو الحال مع الأفعال الغريزية أو التعودية فهو سلوك قصدي و فعل واعي متجدد يتصف بالاختيار والحرية مما يجعلها مناقضة للثبات والسكون , قال برتراند راسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء "وبما ان الارادة فعل واع وحر فهي فهي تؤدي الى تجديد السلوك وبالتالي تغييره وفق الأوضاع والظروف والمتطلبات أي تتصف بالدينامكية والحركية لان الفعل الارادي فعل منظم ينطلق من التصور العقلي للهدف ثم المداولة والاختيار ثم التقرير والعزم ثم التنفيذ قال وليام جميس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "وهي اداة فعالة لانسجام مع البيئة الطبيعية والنفسية والاجتماعية الانسان , ان الارادة قوة تمكن الفرد من اتخاذ أي قرار دون شروط وهي قدرة نفسية وفاعلية مجردة من البواعث و الدوافع , كما أن الارادة قوة فعالة لكف العادات السلبية فبالإرادة نقاوم الألم , والضعف والخوف فيالارادة نضع المعجزات ونتحرر من كل القيود.

    النقد : برغم من ان الارادة اداة للتكيف ولكن احيانا قد تكون مقرونة بالأهواء والانفعالات ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الأهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة وتعيق التكيف . التركيب : ان تحقيق التكيف والتاقلم مع العالم الخارجي يكون بالعادة والارادة معا فمن الصعب وضع حدود فاصلة , وفروق جوهرية بينهما كوسيلتن للتكيف , ذلك لان العادة تبنى على الارادة باعتبارها المنبع الاصل لكل فعل اعتباري, فان الارادة نشاط ذهني واعي يؤدي الى تجديد السلوك وتكيفه وفق مقتضيات جديدة وهذا يكون بالعادة فهما مصدر فعالية السلوك وتحقيق التكيف.

    الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن الاختلاف الظاهر بين العادة والارادة لا يعبر عن حقيقتهما بالفعل , فهما في الأصل فعالتين نفسيتين مرتبطتين ومتكاملتين وظفيا هدفهما التكيف مع العالم الخارجي ومواجهة المواقف التي تعترض الانسان
    مصدر الصورة : الموسوعة الجزائرية للدراسات
    مقالة فلسفية / سلبيات وايجابيات العادة او التعود مقدمة يسعى الانسان دائما إلى المواجهة والتكيف مع مطالب الحياة الطبيعية والاجتماعية, ونوازع الحياة العقلية والنفسية وهذا ما يدفعه الى تغذية ارادته وتنميتها بتحصيل الخبرة , لهذا نجده تعود على سلوكات آلية تسمى بلعادة ,مقابل سلوكات قصدية تسمى الارادة , ونعني بالعادة قدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة آلية وبسرعة ودقة واقتصاد في الجهد النفسي والعمل الذهني ,أما الارادة فهي القدرة الكلية لمواجهة الحياة القهرية وتجاوز أفعالنا الغريزية وسلوكاتنا الآلية , وعلى هذا الأساس وقع جدال بين الفلاسفة والمفكرين فهناك من رد عملية التكيف الى العادة و هناك من ردها إلى الأرادة , ومن هذا الاختلاف والتباين في الأفكار نطرح الاشكال الاتي : هل التكيف يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟ وبعبارة أخرى :هل بالعادة نحقق تكيفنا مع العالم الخارجي؟ الموقف الأول : بری انصار هذا الطرح امثال ارسطو وجون ديوي ان التكيف مع الواقع يتحقق بواسطة العادة, فهي تمكننا من اتقان العمل والأفعال وأداء سلوك ما بسرعة وبمجهود أقل , و تساعد الانسان على اكتساب سلوكات خبرات لم يكن يملكها من قبل ,كما انها اداة تحرر فهي تحرر الانسان من الحركات العشوائية وتساهم في نجاحه في الحياة واذا تمكنه من الحصول على مهارات مختلفة ومتعددة وكذالك القيام بعمله بإتقان ,فهي تكتسب عن طريق التقليد والتقنين قال ارسطو " العادة طبيعة ثانية " , فعلى المستوى الحركي والجسمي تساعد العادة صاحبها على توفير الوقت والجهد في أداة الأعمال مما يسمح له القيام بأعمال أخرى والتكيف بسرعة من المواقف الجديدة .كما أنها كشف للمهارة وتجلي لروح, قال مودسلي " لو لم تكن العادة تسهل لنا الأشياء لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا " إن كل حركة جسمية ماهي في الأصل إلا نتيجة العادة والدليل على ذلك الرياضي الذي عود جسمه بعض المهارات في الحركات , فهو يقوم بها بكل إرادة وحرية ,أما الذي لم يعود جسمه على ذلك فيصاب بتشنجات عضلية قال آلان " إن العادة تمنح الجسم الرشاقة والسيولة " وقال أيضا " هي قدرة على أداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن أدائه " ومن جهة اخرى, للعادة اتصالا وثيقا بالاخلاق , فمن خلالها يتم غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهم بشكل فعال في تكوين الشخصية . ففي سن مبكرة يكتسب عاداته بالتقليد والتلقين والتدريب فيفضلها يتم تهذيب النفس , فمثلا : من وطن نفسه على صفة الأمانة تجده لن يقف مترددا في أحكامه , ولا ينفق في هذا جهدا , و على المستوى الاجتماعي فالانسجام والتوافق بين افراد المجتمع مصدره العادة لأنها تجعل البينة مألوفة لديهم , كما أنها تساعد على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى , لاسيما أثناء احترام الأفراد للعادات الاجتماعية , فمن خلالها يتم الترابط والتماسك فتنتشر أواصر المحبة ,و يتجلى ذلك خاصة في موائد رمضان وكذلك التضامن الاجتماعي خلال الكوارث الطبيعية باتقان و بالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة قال جون ديوي "كل العادات تدفع إلى القيام بأنواع معينة من النشاط وهي تكون النفس..". النقد : برغم من أن العادة سلوك ايجابي يساعد في تحقيق التكيف ولكن بما انها وليدة التكرار فهي تولد تضاؤل الإحساس وضعف الشعور تدريجيا وتجعل الفعل شبه آلي , الأمر الذي يخرجها من الفعالية والنشاط ويداخلها في روتين جامد ومتحجر. الموقف الثاني : پری انصار هذا الطرح امثال سيبينوزا ووليم جميس أن التكيف الأمثل مع الواقع يتحقق بالارادة فهي من العمليات العقلية التي تهدف الى تكييف الاستجابة لحسم الصراع بيين الميول وتفهم بمعنيين : المعنى العام : هي القدرة الكلية لمواجهة الحياة القهرية وتجاوز أفعالنا الغريزية وسلوكاتنا الآلية , المعنى الثاني : فيها يتخذ العقل قرار مدبرا مع سبق الإصرار قبل الإقدام على تنفيذها أي قصد الى الفعل أو الترك مع الوعي الاسباب المؤدية لهما , فهي تعد فعل إيجابي في التكيف فالارادة مراة لشخصيتنا لأنها في الأصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته كما انها فعل تاملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شينا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينواز "فالارادة والعقل شئ واحد ", كما يمتاز السلوك الإرادي بالمرونة والتجديد وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الالي الى الفعل كما هو الحال مع الأفعال الغريزية أو التعودية فهو سلوك قصدي و فعل واعي متجدد يتصف بالاختيار والحرية مما يجعلها مناقضة للثبات والسكون , قال برتراند راسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء "وبما ان الارادة فعل واع وحر فهي فهي تؤدي الى تجديد السلوك وبالتالي تغييره وفق الأوضاع والظروف والمتطلبات أي تتصف بالدينامكية والحركية لان الفعل الارادي فعل منظم ينطلق من التصور العقلي للهدف ثم المداولة والاختيار ثم التقرير والعزم ثم التنفيذ قال وليام جميس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "وهي اداة فعالة لانسجام مع البيئة الطبيعية والنفسية والاجتماعية الانسان , ان الارادة قوة تمكن الفرد من اتخاذ أي قرار دون شروط وهي قدرة نفسية وفاعلية مجردة من البواعث و الدوافع , كما أن الارادة قوة فعالة لكف العادات السلبية فبالإرادة نقاوم الألم , والضعف والخوف فيالارادة نضع المعجزات ونتحرر من كل القيود. النقد : برغم من ان الارادة اداة للتكيف ولكن احيانا قد تكون مقرونة بالأهواء والانفعالات ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الأهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة وتعيق التكيف . التركيب : ان تحقيق التكيف والتاقلم مع العالم الخارجي يكون بالعادة والارادة معا فمن الصعب وضع حدود فاصلة , وفروق جوهرية بينهما كوسيلتن للتكيف , ذلك لان العادة تبنى على الارادة باعتبارها المنبع الاصل لكل فعل اعتباري, فان الارادة نشاط ذهني واعي يؤدي الى تجديد السلوك وتكيفه وفق مقتضيات جديدة وهذا يكون بالعادة فهما مصدر فعالية السلوك وتحقيق التكيف. الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن الاختلاف الظاهر بين العادة والارادة لا يعبر عن حقيقتهما بالفعل , فهما في الأصل فعالتين نفسيتين مرتبطتين ومتكاملتين وظفيا هدفهما التكيف مع العالم الخارجي ومواجهة المواقف التي تعترض الانسان مصدر الصورة : الموسوعة الجزائرية للدراسات
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 18259 مشاهدة 0 تقييم
  • للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل الثاني في اللغة العربية +الحل .
    #البيئة #العظماء #النظافة
    https://etudook.com/posts/2654
    للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل الثاني في اللغة العربية +الحل . #البيئة #العظماء #النظافة https://etudook.com/posts/2654
    ETUDOOK.COM
    إتــيـد دوك - للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل...
    للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل الثاني في اللغة العربية +الحل . #البيئة #العظماء #النظافة الشكر موصول لاصحاب العمل
    أحببت هذا
    5
    2 التعليقات 0 المشاركات 9065 مشاهدة 0 تقييم
  • #بكالوريا_2022
    أنماط النصوص و مؤشراتها لطلاب البكالوريا #الجزء_الاول
    #جميع_الشعب-
    #تعريف_النمط : هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه وغاية الأنماط إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توضيحها .
    #أهم_أنواع_النصوص_و_خصائصها :
    أ- #النمط_الوصفي :
    الوصف هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا خياليا للأحياء ، أو الأشخاص ، أو الأمكنة بتصوير داخلي أو خارجي من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية . ومن خصائص هذا النمط هو الانطلاق في الوصف من أقرب نقطة إلى أبعدها ، من الاتجاه السفلي إلى العلوي أو العكس ، من اليمين إلى اليسار ، كما يركز أيضا على الملامح المكانية (فوق-تحت-...) وقد يرد الوصف أحيانا في ثنايا السرد ، للحاجة في ذكر بعض التعابير الخاصة به ، أما الزمن فغالبا ما يكون ماضيا ، أو مضارعا ، دالا على الحاضر .
    #مؤشراته_و_خصائصه :
    • الاستعانة بالخيال بكثرة (التشبيه ، الاستعارة ، الكناية ..) .
    • ايراد حروف العطف بكثرة وكذا حروف الجر.
    • بروز أسماء الذات وأفعال الجوارح ، والجمل الاسمية ،والتعوت ، والظروف (الزمانية ، والمكانية) والأحوال .
    • غلبة الأفعال الدالة على الألوان والأشكال.
    • الاهتمام بمقومات الموضوف وخصائصه (شكله ، حجمه،لونه ، رائحته ، موقعه ...).
    ب- #النمط_السردي :
    السرد هو الإحالة على الواقع الذي تجري فيه الأحداث المراد تبليغها بحبكة إلى القارئ ي إطار زماني معين ، يشير فيه الذي يحكي كيف تتحول الأحداث ، وكيف تتطور عبر الزمن ، أما أشكال الأدب السردي فتتجلى في القصة ، والحكاية ، والأقصوصة ، والرواية .
    أما النمط السردي فهو التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره ، بغية تحقيق غاية المرسل منه .
    ومن أنواعه : السرد الشخصي ، السرد الداخلي ، السرد البسيط ، والسرد الوصفي .
    #مؤشراته_و_خصائصه :
    • غلبة الزمن الماضي .
    • كثرة الروابط الظرفية ، والعطفية .
    • غلبة الأسلوب الخبري ، وقلة الأسلوب الإنشائي .
    • كثرة الأفعال الدالة على الحركة ، والانتقال والإقدام.
    • اشتماله على ثلا خطوات مهمة : البداية الأولية ، التغيرات المفاجئة ، المرحلة النهائية.
    • ينمي الخيال عند المرسل إليه .
    • يتميز بكثرة الروابط ، والأسلوب الخبري وغلبة الأفعال الماضية .
    • يعد أكثر الفنون الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له .
    •الفعل المضارع قليل ويرد لكي يضع القارئ في خضم الأحداث .
    • أما مقوماته فهي : السرد ، الأحداث ، الشخصيات ، البيئة ، البناء الفني من قدمة وأحداث ، عقدة وحل ، فكرة ، حوار وخيال .
    #بكالوريا_2022 🔴 أنماط النصوص و مؤشراتها لطلاب البكالوريا #الجزء_الاول – #جميع_الشعب- 🟥 #تعريف_النمط : هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه وغاية الأنماط إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توضيحها . 🟥 #أهم_أنواع_النصوص_و_خصائصها : ⬅️ أ- #النمط_الوصفي : الوصف هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا خياليا للأحياء ، أو الأشخاص ، أو الأمكنة بتصوير داخلي أو خارجي من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية . ومن خصائص هذا النمط هو الانطلاق في الوصف من أقرب نقطة إلى أبعدها ، من الاتجاه السفلي إلى العلوي أو العكس ، من اليمين إلى اليسار ، كما يركز أيضا على الملامح المكانية (فوق-تحت-...) وقد يرد الوصف أحيانا في ثنايا السرد ، للحاجة في ذكر بعض التعابير الخاصة به ، أما الزمن فغالبا ما يكون ماضيا ، أو مضارعا ، دالا على الحاضر . ⬅️ #مؤشراته_و_خصائصه : • الاستعانة بالخيال بكثرة (التشبيه ، الاستعارة ، الكناية ..) . • ايراد حروف العطف بكثرة وكذا حروف الجر. • بروز أسماء الذات وأفعال الجوارح ، والجمل الاسمية ،والتعوت ، والظروف (الزمانية ، والمكانية) والأحوال . • غلبة الأفعال الدالة على الألوان والأشكال. • الاهتمام بمقومات الموضوف وخصائصه (شكله ، حجمه،لونه ، رائحته ، موقعه ...). ⬅️ ب- #النمط_السردي : السرد هو الإحالة على الواقع الذي تجري فيه الأحداث المراد تبليغها بحبكة إلى القارئ ي إطار زماني معين ، يشير فيه الذي يحكي كيف تتحول الأحداث ، وكيف تتطور عبر الزمن ، أما أشكال الأدب السردي فتتجلى في القصة ، والحكاية ، والأقصوصة ، والرواية . أما النمط السردي فهو التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره ، بغية تحقيق غاية المرسل منه . ومن أنواعه : السرد الشخصي ، السرد الداخلي ، السرد البسيط ، والسرد الوصفي . ⬅️ #مؤشراته_و_خصائصه : • غلبة الزمن الماضي . • كثرة الروابط الظرفية ، والعطفية . • غلبة الأسلوب الخبري ، وقلة الأسلوب الإنشائي . • كثرة الأفعال الدالة على الحركة ، والانتقال والإقدام. • اشتماله على ثلا خطوات مهمة : البداية الأولية ، التغيرات المفاجئة ، المرحلة النهائية. • ينمي الخيال عند المرسل إليه . • يتميز بكثرة الروابط ، والأسلوب الخبري وغلبة الأفعال الماضية . • يعد أكثر الفنون الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له . •الفعل المضارع قليل ويرد لكي يضع القارئ في خضم الأحداث . • أما مقوماته فهي : السرد ، الأحداث ، الشخصيات ، البيئة ، البناء الفني من قدمة وأحداث ، عقدة وحل ، فكرة ، حوار وخيال .
    أحببت هذا
    2
    1 التعليقات 0 المشاركات 16588 مشاهدة 0 تقييم
  • للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل الثاني في اللغة العربية +الحل .
    #البيئة #العظماء #النظافة
    الشكر موصول لاصحاب العمل
    للسنة الرابعة إبتدائي : ثلاثة نماذج لاختبار الفصل الثاني في اللغة العربية +الحل . #البيئة #العظماء #النظافة الشكر موصول لاصحاب العمل
    اعجبني
    أحببت هذا
    4
    0 التعليقات 0 المشاركات 4137 مشاهدة 0 تقييم
  • أنماط النصوص لطلاب البكالوريا #جميع_الشعب #بكالوريا
    أنماط النصوص لطلاب البكالوريا
    تعريف النمط : هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه وغاية الأنماط إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توضيحها .
    أهم أنواع النصوص وخصائصها :
    أ- النمط الوصفي :
    الوصف هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا خياليا للأحياء ، أو الأشخاص ، أو الأمكنة بتصوير داخلي أو خارجي من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية . ومن خصائص هذا النمط هو الانطلاق في الوصف من أقرب نقطة إلى أبعدها ، من الاتجاه السفلي إلى العلوي أو العكس ، من اليمين إلى اليسار ، كما يركز أيضا على الملامح المكانية (فوق-تحت-...) وقد يرد الوصف أحيانا في ثنايا السرد ، للحاجة في ذكر بعض التعابير الخاصة به ، أما الزمن فغالبا ما يكون ماضيا ، أو مضارعا ، دالا على الحاضر .
    مؤشراته وخصائصه :
    • الاستعانة بالخيال بكثرة (التشبيه ، الاستعارة ، الكناية ..) .
    • ايراد حروف العطف بكثرة وكذا حروف الجر.
    • بروز أسماء الذات وأفعال الجوارح ، والجمل الاسمية ،والتعوت ، والظروف (الزمانية ، والمكانية) والأحوال .
    • غلبة الأفعال الدالة على الألوان والأشكال.
    • الاهتمام بمقومات الموضوف وخصائصه (شكله ، حجمه،لونه ، رائحته ، موقعه ...).
    ب- النمط السردي :
    السرد هو الإحالة على الواقع الذي تجري فيه الأحداث المراد تبليغها بحبكة إلى القارئ ي إطار زماني معين ، يشير فيه الذي يحكي كيف تتحول الأحداث ، وكيف تتطور عبر الزمن ، أما أشكال الأدب السردي فتتجلى في القصة ، والحكاية ، والأقصوصة ، والرواية .
    أما النمط السردي فهو التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره ، بغية تحقيق غاية المرسل منه .
    ومن أنواعه : السرد الشخصي ، السرد الداخلي ، السرد البسيط ، والسرد الوصفي .
    مؤشراته وخصائصه :
    • غلبة الزمن الماضي .
    • كثرة الروابط الظرفية ، والعطفية .
    • غلبة الأسلوب الخبري ، وقلة الأسلوب الإنشائي .
    • كثرة الأفعال الدالة على الحركة ، والانتقال والإقدام.
    • اشتماله على ثلا خطوات مهمة : البداية الأولية ، التغيرات المفاجئة ، المرحلة النهائية.
    • ينمي الخيال عند المرسل إليه .
    • يتميز بكثرة الروابط ، والأسلوب الخبري وغلبة الأفعال الماضية .
    • يعد أكثر الفنون الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له .
    •الفعل المضارع قليل ويرد لكي يضع القارئ في خضم الأحداث .
    • أما مقوماته فهي : السرد ، الأحداث ، الشخصيات ، البيئة ، البناء الفني من قدمة وأحداث ، عقدة وحل ، فكرة ، حوار وخيال .
    ج-النمط الاستدلالي (الحجاجي) :
    يهدف النص الاستدلالي _الحجاجي) إلى استماة القارئ أو المستمع لتبني فكرة أو وجهة نظر ما وقبولها ، أما الاستدلال هو دعم الرأي بحجج وبراهين للإقناع ، فمجموعة من الحجج المنظمة قد تشكل حجاجا على تلقي أو بطلان الفكرة المقدم ، ومن أنواعه الإقناعي ، الدخضي ، والمقارن.
    مؤشراته وخصائصه :
    • استخدام بعض القرائن اللغوية .
    • الابتعاد عن الخيال وقلة صوره.
    • الاعتماد على الأسلوب المنطقي.
    • حسن ترتيب الأفكار وتلاحقها مفصلة ، واضحة .
    • استعمال بعض الألوان البلاغية المختلفة من أجل الإقناع .
    • شيوع التكرار ، والعبارات المترادفة أوالمتضادة .
    • قد تكون امثلته محسوسة ، تجارب خاصة ، أحداث تاريخية ...
    • النص الحجاجي يأتي في قوالب شعرية أو نثرية كالخطابة ، والمقال لاستمالة الجمهور لتغيير سلوكهم (خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في خطية حجة الوداع).
    • يمكن أن يعتمد على المقدمة ، ثم التوسيع ، ثم الخاتمة ،إذا كان النص نثريا.
    • استخدام الخطاب المباشر.
    • استخدام الجمل القصيرة (إذا كان النص نثريا).
    • تنامي الأفكار (أي فكرة تولد فكرة).
    • تقديم الأدلة ، والحجج ، والشواهد والبراهين من القرآن ، الحديث ، الأمثال والحكم.
    د- النمط التفسيري (التوضيحي) :
    هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص التفسيري وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه ، بالاضافة إلى اهتمامه بتبيان التعليل أو المصادر التي سمحت بالحصول الفعلي على الخبر ومايسمح بفهمه واستيعابه ، مع تقديم أمثلة ، كما يهتم بأسباب الحوادث ، ونتائجها وتحليل النظريات وتفسيرها .
    مؤشراته وخصائصه :
    • استخدام المفردات المختصة بالمادة المعرفية .
    • يأتي هذا النص في صور مختلفة منها : الوصية ، الرسالة ، الخطابة ...
    • يهتم النص التفسيري بتحليل فكرة ، أو تفسير ظاهرة أو حادثة أو نص .
    • يعتمد على استعمال افعال المعاينة ، والملاحظة والاستنتاج مثل : " بعد ملاحظتنا ، أثناء معاينتنا ـ عندما شاهدنا ، بناء على ما سبق نستنتج".
    • إيراد بعض التعاريف.
    • التركيز على الوقائع ، والأدلة والأمثلة .
    • بروز أفعال المعاينة ، والملاحظة والاستنتاج
    • تنظيم المعلومات وتبويبها .
    هـ - النمط الأمري (الايعازي) :
    هو عبارة عن مجموعة من الأوامر والتعليمات تنقل من صاحب النص إلى السامع للعمل بها ،أو الدعوة إلى النصح والإرشاد ، والتمسك بفضائل الأخلاق أوالقاعدة التي يرجع إليها لمعرفة ماهو مسموح ، وماهو محظور ... ومن أنواعه : الاجتماعي ، السياسي ، أو الوطني أو الديني الخلقي .
    مؤشراته وخصائصه :
    • اعتماده على الحجج والبراهين.
    • اعتماده على الأساليب الانشائية "الاستفهام ، التعجب ، النهي ، الأمر".
    • ضرورة تواجد الآمر والمأمور.
    • العناية بجودة العبارة ، واختيار الألفاظ ذات الدلالة القوية .
    • تقريب المعاني باستعمال الترادف والتضاد .
    • الاستعانة بتشخيص المعاني بأساليب البيان .
    • شيوع الأساليب الانشائية لأنها الأنسب .
    • استعنال البديع مثل : السجع ، والجناس ، الطباق ، والاقتباس من القرآن والسنة .
    • طغيان فعل الأمر قصد النصح ، والتهذيب والارشاد.
    • شيوع الألفاظ الحماسية لتحريك النفوس .
    • الاكثار من توظيف اداة لا الناهية المتبوعة بأفعال المضارعة .
    • كثرة الأساليب الطلبية كالأمر ، والنهي والنداء.
    و- النمط الاعلامي(الخبري) :
    يرمي هذا النمط من النصوص إلى تقديم معلومات ومعارف حول موضوع معين ، ويفترض أن القارئ أو السامع يجهلها ، أو له علم بها ولكنها غير كافية . ويجب على صاحب هذه النصوص أن تمون له مهارة فنية وإبداعية حتى يستطيع إيصال فكرته إلى القارئ منها : الشرح ، وما يتطلب ذلك من تقديم الحجج والأدلة ، والأمثلة التوضيحية . ومن أنواعه : سياسي ، وطني ، دولي اجتماعي ، اقتصادي ، رياضي ، علمي ، تاريخي ، ثقافي .
    مؤشراته وخصائصه :
    • سهولة اللغة (الألفاظ والعبارات) .
    • قصر الجمل .
    • اعتماده على الأسلوب المباشر التقريري .
    • التركيز على النتائج .
    • اعتماد لغة الأرقام أحيانا .
    • اعتماده على الزمان والمكان .
    • ينقل للمتلقي معلومات يجهلها في مجالات مختلفة .
    • نجد فيه الكثير من التعريفات والمعاني المختلفة.
    • ورود المصطلحات العلمية حسب مجال النص.
    • الاعتماد على الترادف للتوضيح .
    • ورود الجمل التفسيرية بكثرة .
    • الاستعانة ببعض التشبيهات التي تذكر بمجال آخر معروف أكثر لدى القارئ.
    • الاعتماد على النسب والأرقام (الإحصاء) .
    • الاستعانة بالمقارنة والموازنة لتحديد نقاط الاختلاف والالتقاء .
    • يكون بعيد من الخيال ، والمجاز والعاطفة .
    أما الفرق بينه وبين النمط الحجاجي أن النمط الإعلامي يعتبر أداة تبليغ المعارف والمعلومات، وأما الحجاجي غايته تغيير اعتقاد المتلقي وأفكاره.
    هـ - النمط الحواري :
    ان الحوار هو الآلة التي تحرك أحدق النص ، وهو الذي يجعله في ديناميكية مستمرة والحوار حديث يجري بين شخصين أو أكثر في العمل القصصي ، يستعين به الكاتب في ثنايا قصته من أجل تغيير الجو الذي وجدت فيه القصة ، أما في العمل المسرحي فيأتي مميزا للبناء المسرحي ، حيث أن المسرحية تبنى عليه ، ويمكن أن نبني الحوار على مقاطع يتداخل فيه الوصف مع السرد ،أو الحجاجي مع التفسير وقد يتأسس الحوار على مجرد تبادل الأفكار بين شخصين أو أكثر مشافهة ، وقد يرد النمط الحواري في الشعر و النثر .
    ومن أنواعه : الحوار الموضوعي ، الحوار القصصي والحوار الذاتي .
    مؤشراته وخصائصه :
    • يروي ماحدث للشخصيات ويجعلهم يعيشون حوادثهم أمام المتفرجين .
    • يظهر لنا طباع الناس وردود أفعالهم وطريقة حياتهم وتفكيرهم .
    • أن يكون للنص بداية ، ووسط ، ونهاية .
    • وحدة الزمان والمكان .
    • البعد عن التكلف والتصنع .
    • روعة الابتداء ، والتسلسل ، والاختتام .
    • الحوار نوعان (داخلي وخارجي) أو (جاد وساخر) .
    • تبدأ الجملة الحوارية بمطة أو باسم الشخص ويوضع كلام الشخصية بين قوسين .
    • يعتمد الحوار أيضا على طريقة السؤال والجواب .
    • ضرور توافر أطراف الحوار : (مخاطب – متكلم) ، (مفرد - متكلم) ، (جمع - جمع) ، (مفرد - جمع) ، (انسان - انسان) ،(انسان - حيوان) ، (انسان - طبيعة) .
    • أن يكون خادما للنمط السردي ، وأحيانا للنمط الوصفي أو الحجاجي .
    • ضرور توافر علامات الحوار : النقطتان ، الشرطة ...
    • حيوية الخطاب .
    #فاعل_الخير FAEL KHAIR
    أنماط النصوص لطلاب البكالوريا #جميع_الشعب #بكالوريا أنماط النصوص لطلاب البكالوريا تعريف النمط : هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه وغاية الأنماط إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توضيحها . أهم أنواع النصوص وخصائصها : أ- النمط الوصفي : الوصف هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا خياليا للأحياء ، أو الأشخاص ، أو الأمكنة بتصوير داخلي أو خارجي من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية . ومن خصائص هذا النمط هو الانطلاق في الوصف من أقرب نقطة إلى أبعدها ، من الاتجاه السفلي إلى العلوي أو العكس ، من اليمين إلى اليسار ، كما يركز أيضا على الملامح المكانية (فوق-تحت-...) وقد يرد الوصف أحيانا في ثنايا السرد ، للحاجة في ذكر بعض التعابير الخاصة به ، أما الزمن فغالبا ما يكون ماضيا ، أو مضارعا ، دالا على الحاضر . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • الاستعانة بالخيال بكثرة (التشبيه ، الاستعارة ، الكناية ..) . • ايراد حروف العطف بكثرة وكذا حروف الجر. • بروز أسماء الذات وأفعال الجوارح ، والجمل الاسمية ،والتعوت ، والظروف (الزمانية ، والمكانية) والأحوال . • غلبة الأفعال الدالة على الألوان والأشكال. • الاهتمام بمقومات الموضوف وخصائصه (شكله ، حجمه،لونه ، رائحته ، موقعه ...). ⬅️ ب- النمط السردي : السرد هو الإحالة على الواقع الذي تجري فيه الأحداث المراد تبليغها بحبكة إلى القارئ ي إطار زماني معين ، يشير فيه الذي يحكي كيف تتحول الأحداث ، وكيف تتطور عبر الزمن ، أما أشكال الأدب السردي فتتجلى في القصة ، والحكاية ، والأقصوصة ، والرواية . أما النمط السردي فهو التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره ، بغية تحقيق غاية المرسل منه . ومن أنواعه : السرد الشخصي ، السرد الداخلي ، السرد البسيط ، والسرد الوصفي . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • غلبة الزمن الماضي . • كثرة الروابط الظرفية ، والعطفية . • غلبة الأسلوب الخبري ، وقلة الأسلوب الإنشائي . • كثرة الأفعال الدالة على الحركة ، والانتقال والإقدام. • اشتماله على ثلا خطوات مهمة : البداية الأولية ، التغيرات المفاجئة ، المرحلة النهائية. • ينمي الخيال عند المرسل إليه . • يتميز بكثرة الروابط ، والأسلوب الخبري وغلبة الأفعال الماضية . • يعد أكثر الفنون الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له . •الفعل المضارع قليل ويرد لكي يضع القارئ في خضم الأحداث . • أما مقوماته فهي : السرد ، الأحداث ، الشخصيات ، البيئة ، البناء الفني من قدمة وأحداث ، عقدة وحل ، فكرة ، حوار وخيال . ⬅️ ج-النمط الاستدلالي (الحجاجي) : يهدف النص الاستدلالي _الحجاجي) إلى استماة القارئ أو المستمع لتبني فكرة أو وجهة نظر ما وقبولها ، أما الاستدلال هو دعم الرأي بحجج وبراهين للإقناع ، فمجموعة من الحجج المنظمة قد تشكل حجاجا على تلقي أو بطلان الفكرة المقدم ، ومن أنواعه الإقناعي ، الدخضي ، والمقارن. ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • استخدام بعض القرائن اللغوية . • الابتعاد عن الخيال وقلة صوره. • الاعتماد على الأسلوب المنطقي. • حسن ترتيب الأفكار وتلاحقها مفصلة ، واضحة . • استعمال بعض الألوان البلاغية المختلفة من أجل الإقناع . • شيوع التكرار ، والعبارات المترادفة أوالمتضادة . • قد تكون امثلته محسوسة ، تجارب خاصة ، أحداث تاريخية ... • النص الحجاجي يأتي في قوالب شعرية أو نثرية كالخطابة ، والمقال لاستمالة الجمهور لتغيير سلوكهم (خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في خطية حجة الوداع). • يمكن أن يعتمد على المقدمة ، ثم التوسيع ، ثم الخاتمة ،إذا كان النص نثريا. • استخدام الخطاب المباشر. • استخدام الجمل القصيرة (إذا كان النص نثريا). • تنامي الأفكار (أي فكرة تولد فكرة). • تقديم الأدلة ، والحجج ، والشواهد والبراهين من القرآن ، الحديث ، الأمثال والحكم. ⬅️ د- النمط التفسيري (التوضيحي) : هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص التفسيري وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه ، بالاضافة إلى اهتمامه بتبيان التعليل أو المصادر التي سمحت بالحصول الفعلي على الخبر ومايسمح بفهمه واستيعابه ، مع تقديم أمثلة ، كما يهتم بأسباب الحوادث ، ونتائجها وتحليل النظريات وتفسيرها . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • استخدام المفردات المختصة بالمادة المعرفية . • يأتي هذا النص في صور مختلفة منها : الوصية ، الرسالة ، الخطابة ... • يهتم النص التفسيري بتحليل فكرة ، أو تفسير ظاهرة أو حادثة أو نص . • يعتمد على استعمال افعال المعاينة ، والملاحظة والاستنتاج مثل : " بعد ملاحظتنا ، أثناء معاينتنا ـ عندما شاهدنا ، بناء على ما سبق نستنتج". • إيراد بعض التعاريف. • التركيز على الوقائع ، والأدلة والأمثلة . • بروز أفعال المعاينة ، والملاحظة والاستنتاج • تنظيم المعلومات وتبويبها . ⬅️ هـ - النمط الأمري (الايعازي) : هو عبارة عن مجموعة من الأوامر والتعليمات تنقل من صاحب النص إلى السامع للعمل بها ،أو الدعوة إلى النصح والإرشاد ، والتمسك بفضائل الأخلاق أوالقاعدة التي يرجع إليها لمعرفة ماهو مسموح ، وماهو محظور ... ومن أنواعه : الاجتماعي ، السياسي ، أو الوطني أو الديني الخلقي . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • اعتماده على الحجج والبراهين. • اعتماده على الأساليب الانشائية "الاستفهام ، التعجب ، النهي ، الأمر". • ضرورة تواجد الآمر والمأمور. • العناية بجودة العبارة ، واختيار الألفاظ ذات الدلالة القوية . • تقريب المعاني باستعمال الترادف والتضاد . • الاستعانة بتشخيص المعاني بأساليب البيان . • شيوع الأساليب الانشائية لأنها الأنسب . • استعنال البديع مثل : السجع ، والجناس ، الطباق ، والاقتباس من القرآن والسنة . • طغيان فعل الأمر قصد النصح ، والتهذيب والارشاد. • شيوع الألفاظ الحماسية لتحريك النفوس . • الاكثار من توظيف اداة لا الناهية المتبوعة بأفعال المضارعة . • كثرة الأساليب الطلبية كالأمر ، والنهي والنداء. ⬅️ و- النمط الاعلامي(الخبري) : يرمي هذا النمط من النصوص إلى تقديم معلومات ومعارف حول موضوع معين ، ويفترض أن القارئ أو السامع يجهلها ، أو له علم بها ولكنها غير كافية . ويجب على صاحب هذه النصوص أن تمون له مهارة فنية وإبداعية حتى يستطيع إيصال فكرته إلى القارئ منها : الشرح ، وما يتطلب ذلك من تقديم الحجج والأدلة ، والأمثلة التوضيحية . ومن أنواعه : سياسي ، وطني ، دولي اجتماعي ، اقتصادي ، رياضي ، علمي ، تاريخي ، ثقافي . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • سهولة اللغة (الألفاظ والعبارات) . • قصر الجمل . • اعتماده على الأسلوب المباشر التقريري . • التركيز على النتائج . • اعتماد لغة الأرقام أحيانا . • اعتماده على الزمان والمكان . • ينقل للمتلقي معلومات يجهلها في مجالات مختلفة . • نجد فيه الكثير من التعريفات والمعاني المختلفة. • ورود المصطلحات العلمية حسب مجال النص. • الاعتماد على الترادف للتوضيح . • ورود الجمل التفسيرية بكثرة . • الاستعانة ببعض التشبيهات التي تذكر بمجال آخر معروف أكثر لدى القارئ. • الاعتماد على النسب والأرقام (الإحصاء) . • الاستعانة بالمقارنة والموازنة لتحديد نقاط الاختلاف والالتقاء . • يكون بعيد من الخيال ، والمجاز والعاطفة . أما الفرق بينه وبين النمط الحجاجي أن النمط الإعلامي يعتبر أداة تبليغ المعارف والمعلومات، وأما الحجاجي غايته تغيير اعتقاد المتلقي وأفكاره. ⬅️ هـ - النمط الحواري : ان الحوار هو الآلة التي تحرك أحدق النص ، وهو الذي يجعله في ديناميكية مستمرة والحوار حديث يجري بين شخصين أو أكثر في العمل القصصي ، يستعين به الكاتب في ثنايا قصته من أجل تغيير الجو الذي وجدت فيه القصة ، أما في العمل المسرحي فيأتي مميزا للبناء المسرحي ، حيث أن المسرحية تبنى عليه ، ويمكن أن نبني الحوار على مقاطع يتداخل فيه الوصف مع السرد ،أو الحجاجي مع التفسير وقد يتأسس الحوار على مجرد تبادل الأفكار بين شخصين أو أكثر مشافهة ، وقد يرد النمط الحواري في الشعر و النثر . ومن أنواعه : الحوار الموضوعي ، الحوار القصصي والحوار الذاتي . ⬅️ مؤشراته وخصائصه : • يروي ماحدث للشخصيات ويجعلهم يعيشون حوادثهم أمام المتفرجين . • يظهر لنا طباع الناس وردود أفعالهم وطريقة حياتهم وتفكيرهم . • أن يكون للنص بداية ، ووسط ، ونهاية . • وحدة الزمان والمكان . • البعد عن التكلف والتصنع . • روعة الابتداء ، والتسلسل ، والاختتام . • الحوار نوعان (داخلي وخارجي) أو (جاد وساخر) . • تبدأ الجملة الحوارية بمطة أو باسم الشخص ويوضع كلام الشخصية بين قوسين . • يعتمد الحوار أيضا على طريقة السؤال والجواب . • ضرور توافر أطراف الحوار : (مخاطب – متكلم) ، (مفرد - متكلم) ، (جمع - جمع) ، (مفرد - جمع) ، (انسان - انسان) ،(انسان - حيوان) ، (انسان - طبيعة) . • أن يكون خادما للنمط السردي ، وأحيانا للنمط الوصفي أو الحجاجي . • ضرور توافر علامات الحوار : النقطتان ، الشرطة ... • حيوية الخطاب . #فاعل_الخير 💎✨FAEL KHAIR
    أحببت هذا
    اعجبني
    3
    0 التعليقات 0 المشاركات 21655 مشاهدة 0 تقييم
  • مقال جدلي حول عوامل الإدراك ( شعبة آداب و فلسفة )
    ✓ من إعداد : الأستاذ أنور سبحي
    * السؤال : هل الإدراك محصلة لنشاط الذهن أم تصور لنظام الأشياء ؟
    * الأسئلة المشابهة :
    - هل إدراكنا تابع لموضوعات العالم الخارجي لا غير ؟
    - هل تقتصر عملية الإدراك على الموضوع المدرك فقط ؟
    - هل تتوقف العملية الإدراكية على إنتظام الأشياء ؟
    مقدمة : ( طرح المشكلة )
    يعتبر الإدراك أحدى أهم العمليات النفسية التي يستعين الإنسان بها لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدور للإحساس ومتجاوزة له في الوقت نفسه ، وهذا لما يقوم به من تنظيم لإحساساتنا الواردة من العالم الخارجي وتفسيرها ، فهو عملية عقلية معقدة تتداخل فيها مختلف القدرات الذهنية للإنسان ، حيث يعرفه جميل صليبا بأنه " حصول صورة الشيء في العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا أو ماديا ، جزئيا أو كليا ، حاضرا أو غائبا " ، إلا أن عملية الإدراك تختلف من إنسان لآخر نظرا لوجود جملة من العوامل و الشروط التي تحكمها ، وهذا ما مثل محور جدال و إختلاف بين الفلاسفة والمفكرين ، فهناك من يرى أن الإدراك نشاط ذاتي يخضع لعوامل ذاتية متعلقة بالشخص المدرك ، وهناك من أرجعه إلى عوامل موضوعية متعلقة ببنية الموضوع المدرك ، ومن هذا الجدال الفلسفي وجب طرح الإشكالية التالية : هل الإدراك محصلة للعوامل الذاتية أم هو مجرد تصور للبنية الخارجية للأشياء ؟
    أو بصيغة أخرى : هل الإدراك يعود إلى عوامل ذاتية بحتة أم إلى مجمل العوامل الموضوعية ؟
    العرض : (محاولة حل المشكلة)
    عرض منطق الأطروحة : الإدراك تتحكم فيه عوامل ذاتية
    إن عملية الإدراك تتوقف في مجملها على مجموعة العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية والجسمية للإنسان كالتخيل ، الذكاء ، الذاكرة والإنتباه و غيرها ، وهي عوامل يمكن من خلالها تفسير التباين الحاصل على مستوى ادراكات الأشخاص للموقف الواحد ، ويمثل هذا الموقف كل من " ديكارت ، آلان ، باركلي" و حججهم في ذلك ما يلي :
    ان الادراك عملية عقلية ذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان إدراك الشيء ذي أبعاد يتم بواسطة أحكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراك نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائف عقلية عليا من بينها الخبرة والذاكرة ، فنحن ندرك الأشياء في ضوء ما خبرنا وما مر بنا من تجارب ، ويترتب على ذلك أنه كلما كانت الأشياء التي ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبراتنا الراهنة يسهل علينا إدراكها من تلك التي لم تقع في نطاق خبرتنا السابقة ، مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك ، ويؤكد ذلك ما ذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب ، بالرغم أننا لا نرى إلا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، في حين ان للمكعب ستة وجوه و اثنا عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الأوجه والأضلاع التي لا نراه الآن ، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس بل لنشاط الذهن وأحكامه ، يقول في هذا آلان : " إن الإدراك حكم عقلي " .
    ويؤكد ( باركلي ) أن الأكمه ( الأعمى ) اذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الأشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والأبعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقة بالمسافات والأبعاد ، وحالة الأكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الأشياء البعيدة ، لأنه يخطئ – أيضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه لذلك ، يقول : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة و الخبرة في توجيه الإدراك " ، كما ترتبط عملية الإدراك بالإرادة والتركيز لأن هناك : الكثير من الأمور التي لا تدرك بسهولة وتحتاج حينئذ للإرادة ، وتركيز الوعي نحو الموضوع ، وهذا من أجل معرفة تفاصيله ، كالطبيب الذي يفحص المريض من أجل تشخيص المرض ، أو الميكانيكي الذي يريد معرفة العطب الموجود في السيارة ، كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول و رغبات و أهواء تأثير على عملية الإدراك ، وذلك أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا الانفعالية ، ففي الحزن نرى العالم كئيبا أسودا و في الفرح نراه جميلا ملونا ، و في الخوف نراه مرعبا و هكذا ... و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك ، كما الإنسان يدرك بسهولة الأمور التي تتفق مع ميوله ورغباته وأما الأشياء التي تتعارض مع ميوله فلا يدركها إلا بصعوبة أو يدركها إدراكا مشوها ، فرؤية الفنان إلى الطبيعة تنصب على الألوان والأضواء ومدى تناسبها ، أما القائد العسكري يراها كما لو كانت تصلح لإعداد خطة حربية معينة ، والمهندس يراها منطقة ملائمة لبناء سكنات ومرافق رياضية ، والفلاح بدوره يرى فيها حقول من كل أنواع الخضر والفواكه ، وهكذا يتأثر الإدراك بالميول والاهتمامات الخاصة ، ونجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة ، ويتضح أثرها من خلال أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن ، أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ ، فنظرة الأم إلى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه ، وكذا عامل التوقع الذي يعني أن الإنسان يدرك الأشياء كما يتوقع أن تكون والموضوعات التي تخالف توقعه يصعب عليه إدراكها ، فقد يحدث مثلا أن نرى إنسانا نعرفه ولكن ندركه بصعوبة لأننا لم نتوقع الإلتقاء به ، كما لا يمكن تجاهل عاملي السن والمستوى الثقافي و التعليمي ، حيث نجد أن إدراك الراشد للأشياء يختلف عن إدراك الصبي لها ، وادراك المتعلم أو المثقف يختلف بطبيعة الحال عن إدراك الجاهل ، فإدراك شاب مهتم بالسيارات و آخر غير مهتم لسيارة متوقفة أمامهما يختلف ، فالأول يدرك نوعها و سرعتها وكل تفاصيلها أما الثاني فيدركها كسيارة فقط ، كما أن للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ، فالعربي مثلا في الغالب يدرك الأشياء من اليمين إلى اليسار لتعوده على الكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الأوروبي الذي يدرك من اليسار إلى اليمين .
    نقد و مناقشة :
    صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية الإدراك ، لكن هذه العوامل وحدها لا تكفي ، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية ، كما أن بعض الأشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية و ذلك لإحتوائها على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أصعب من غيرها ، وهذا ما أغفله الذاتيين ، ففي بعض الأحيان قد تتوفر هذه الشروط الذاتية ولا يحصل الإدراك أو يكون الإدراك غير واضح نظرا لطبيعة الشيء المدرك وشكله ومدى انتظام عناصره .
    الموقف الثاني :
    الإدراك تتحكم فيه عوامل موضوعية
    إن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع و بنيته الخارجية ، فطبيعة الشيء المدرك هي التي تحدد درجة إدراكنا ، فإدراك الأشياء عملية موضوعية وليس وليد أحكام عقلية تصدرها الذات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين الانتظام " ، ويمثل هذا الموقف رواد المدرسة الجشطالتية وهم " كوفكا ، كوهلر ، فيرتهايمر وبول غيوم " ، وحججهم في ذلك مايلي :
    إن الإدراك لا يعود إلى عوامل عقلية ذاتية بقدر ما يعود إلى الشكل الخارجي والبنية بأكملها ، وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك ، يقول بول غيوم : " إن الوقائع النفسية صور ، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني وألزماني للإدراك أو التصور ، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية " ، فالإدراك يخضع لجملة من القوانين التي هي عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل نجد عامل الشكل والأرضية ، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية ، فعندما نضع قطعة قطن على أرضية مثل لونها ( الثلج ) لا نستطيع إدراكها على العكس عندما نضعها على أرضية سوداء ، فالموضوع يكون أكثر وضوحا في العملية الإدراكية عندما يكون على أرضية مناسبة ، وهذا ما أكده ( كوهلر ) في قوله : " إن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر و الأجزاء التي يتألف منها الشيء بل شكله و بناؤه العام " . وكذلك نجد قانون الإنتظام ، حيث أن العناصر الجزئية لما تنتظم تكون صورة كلية فيكون إدراكنا للكل دائما أسبق من الجزء ، فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق و صورة الوجه قبل العين والأنف و صورة القسم قبل الطاولة ومكان التلميذ ، كما أن الصور والأشياء البارزة تكون أولى بالإدراك من غيرها ، فالنجمة الساطعة في السماء ندركها قبل غيرها وهذا ما يعرف بقانون البروز ، يقول ( كوفكا ) : " إن عامل الإنتظام والبروز كافي لعملية الإدراك " ، إضافة إلى ذلك نجد قانون التشابه ، ومعناه أن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل إلى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها ، فالإنسان يدرك أرقام الهاتف بسهولة إذا كانت متشابهة ، وكذلك قانون التقارب والذي فحواه أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة ، فنحن ندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها ، كما أن الإنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها ، فنحن ندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة ، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها ندركها كاملة و هذا ما يعرف بقانون الإغلاق ، وإضافة إلى قوانين الإنتظام نجد من العوامل الموضوعية كذلك عامل الحركة لأنها تولد الإنتباه ، فنحن ندرك الجسم المتحرك قبل الجسم الساكن ، كأن تتجه أنظارنا نحو الشهاب بدل النجوم الثابتة ، وكذا عامل البيئة الإجتماعية ، إذ أن إدراك الإنسان يتشكل حسب المعايير التي حددتها البيئة الإجتماعية التي ينتمي إليها ، فالبدو لا يدركون الأشياء كما يدركها الحضر ، فكل بيئة لها خصائص تنعكس على أذهان أبنائها ، و لهذا كانت التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته و مجتمعه عاملا أساسيا في تحديد مجال إدراكه .
    نقد و مناقشة :
    لا يمكن إنكار دور العوامل الموضوعية من تأثير في عملية الإدراك إلا أن الإلحاح على أهمية العوامل الموضوعية في الادراك وإهمال العوامل الذاتية لاسيما دور العقل ليس له ما يبرره ، فهذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير أو مجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواء أراد ذلك أو لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لا فاعل .
    التركيب :
    إن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك ، ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك ، ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن الإدراك هو عملية متعددة الأبعاد ، فهو قائم على التفاعل بين الذات و الموضوع ، وهكذا يغدو وعي الإنسان فعلا موجها نحو الخارج عن طريق فكرة القصدية ، أي هناك موضوع وهناك ذاتا تقصده ، وبالتالي لا يفهم الإدراك من خلال ذات دون موضوع و لا موضوع دون ذات ، فكل إدراك هو شعور بموضوع ، وهذا ما قصده ( هوسرل ) في قوله : " الشعور دائما هو الشعور بموضوع ما " .
    خاتمة : ( حل المشكلة )
    و في الأخير نستنتج أن الادراك من الوظائف الأكثر تعقيدا ، وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود إلى نشاط الذات وبعضها الآخر إلى بنية الموضوع ، وهذا على اعتبار أن هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع ، فكل إدراك هو ادراك لموضوع ، ولكن على أن يكون لهذا الموضوع خصائص تساعد على إدراكه ، فالادراك لا يعود إلى فاعلية الذات فقط أو إلى بنية الموضوع فحسب ، وهذا من حيث أنه لا وجود لإدراك بدون موضوع ندركه ، ولذلك يمكننا القول أن الادراك يعود إلى تفاعل مزدوج ودائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية .
    مقال جدلي حول عوامل الإدراك ( شعبة آداب و فلسفة ) ✓ من إعداد : الأستاذ أنور سبحي * السؤال : هل الإدراك محصلة لنشاط الذهن أم تصور لنظام الأشياء ؟ * الأسئلة المشابهة : - هل إدراكنا تابع لموضوعات العالم الخارجي لا غير ؟ - هل تقتصر عملية الإدراك على الموضوع المدرك فقط ؟ - هل تتوقف العملية الإدراكية على إنتظام الأشياء ؟ مقدمة : ( طرح المشكلة ) يعتبر الإدراك أحدى أهم العمليات النفسية التي يستعين الإنسان بها لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدور للإحساس ومتجاوزة له في الوقت نفسه ، وهذا لما يقوم به من تنظيم لإحساساتنا الواردة من العالم الخارجي وتفسيرها ، فهو عملية عقلية معقدة تتداخل فيها مختلف القدرات الذهنية للإنسان ، حيث يعرفه جميل صليبا بأنه " حصول صورة الشيء في العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا أو ماديا ، جزئيا أو كليا ، حاضرا أو غائبا " ، إلا أن عملية الإدراك تختلف من إنسان لآخر نظرا لوجود جملة من العوامل و الشروط التي تحكمها ، وهذا ما مثل محور جدال و إختلاف بين الفلاسفة والمفكرين ، فهناك من يرى أن الإدراك نشاط ذاتي يخضع لعوامل ذاتية متعلقة بالشخص المدرك ، وهناك من أرجعه إلى عوامل موضوعية متعلقة ببنية الموضوع المدرك ، ومن هذا الجدال الفلسفي وجب طرح الإشكالية التالية : هل الإدراك محصلة للعوامل الذاتية أم هو مجرد تصور للبنية الخارجية للأشياء ؟ أو بصيغة أخرى : هل الإدراك يعود إلى عوامل ذاتية بحتة أم إلى مجمل العوامل الموضوعية ؟ العرض : (محاولة حل المشكلة) عرض منطق الأطروحة : الإدراك تتحكم فيه عوامل ذاتية إن عملية الإدراك تتوقف في مجملها على مجموعة العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية والجسمية للإنسان كالتخيل ، الذكاء ، الذاكرة والإنتباه و غيرها ، وهي عوامل يمكن من خلالها تفسير التباين الحاصل على مستوى ادراكات الأشخاص للموقف الواحد ، ويمثل هذا الموقف كل من " ديكارت ، آلان ، باركلي" و حججهم في ذلك ما يلي : ان الادراك عملية عقلية ذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان إدراك الشيء ذي أبعاد يتم بواسطة أحكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراك نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائف عقلية عليا من بينها الخبرة والذاكرة ، فنحن ندرك الأشياء في ضوء ما خبرنا وما مر بنا من تجارب ، ويترتب على ذلك أنه كلما كانت الأشياء التي ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبراتنا الراهنة يسهل علينا إدراكها من تلك التي لم تقع في نطاق خبرتنا السابقة ، مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك ، ويؤكد ذلك ما ذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب ، بالرغم أننا لا نرى إلا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، في حين ان للمكعب ستة وجوه و اثنا عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الأوجه والأضلاع التي لا نراه الآن ، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس بل لنشاط الذهن وأحكامه ، يقول في هذا آلان : " إن الإدراك حكم عقلي " . ويؤكد ( باركلي ) أن الأكمه ( الأعمى ) اذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الأشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والأبعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقة بالمسافات والأبعاد ، وحالة الأكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الأشياء البعيدة ، لأنه يخطئ – أيضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه لذلك ، يقول : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة و الخبرة في توجيه الإدراك " ، كما ترتبط عملية الإدراك بالإرادة والتركيز لأن هناك : الكثير من الأمور التي لا تدرك بسهولة وتحتاج حينئذ للإرادة ، وتركيز الوعي نحو الموضوع ، وهذا من أجل معرفة تفاصيله ، كالطبيب الذي يفحص المريض من أجل تشخيص المرض ، أو الميكانيكي الذي يريد معرفة العطب الموجود في السيارة ، كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول و رغبات و أهواء تأثير على عملية الإدراك ، وذلك أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا الانفعالية ، ففي الحزن نرى العالم كئيبا أسودا و في الفرح نراه جميلا ملونا ، و في الخوف نراه مرعبا و هكذا ... و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك ، كما الإنسان يدرك بسهولة الأمور التي تتفق مع ميوله ورغباته وأما الأشياء التي تتعارض مع ميوله فلا يدركها إلا بصعوبة أو يدركها إدراكا مشوها ، فرؤية الفنان إلى الطبيعة تنصب على الألوان والأضواء ومدى تناسبها ، أما القائد العسكري يراها كما لو كانت تصلح لإعداد خطة حربية معينة ، والمهندس يراها منطقة ملائمة لبناء سكنات ومرافق رياضية ، والفلاح بدوره يرى فيها حقول من كل أنواع الخضر والفواكه ، وهكذا يتأثر الإدراك بالميول والاهتمامات الخاصة ، ونجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة ، ويتضح أثرها من خلال أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن ، أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ ، فنظرة الأم إلى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه ، وكذا عامل التوقع الذي يعني أن الإنسان يدرك الأشياء كما يتوقع أن تكون والموضوعات التي تخالف توقعه يصعب عليه إدراكها ، فقد يحدث مثلا أن نرى إنسانا نعرفه ولكن ندركه بصعوبة لأننا لم نتوقع الإلتقاء به ، كما لا يمكن تجاهل عاملي السن والمستوى الثقافي و التعليمي ، حيث نجد أن إدراك الراشد للأشياء يختلف عن إدراك الصبي لها ، وادراك المتعلم أو المثقف يختلف بطبيعة الحال عن إدراك الجاهل ، فإدراك شاب مهتم بالسيارات و آخر غير مهتم لسيارة متوقفة أمامهما يختلف ، فالأول يدرك نوعها و سرعتها وكل تفاصيلها أما الثاني فيدركها كسيارة فقط ، كما أن للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ، فالعربي مثلا في الغالب يدرك الأشياء من اليمين إلى اليسار لتعوده على الكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الأوروبي الذي يدرك من اليسار إلى اليمين . نقد و مناقشة : صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية الإدراك ، لكن هذه العوامل وحدها لا تكفي ، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية ، كما أن بعض الأشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية و ذلك لإحتوائها على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أصعب من غيرها ، وهذا ما أغفله الذاتيين ، ففي بعض الأحيان قد تتوفر هذه الشروط الذاتية ولا يحصل الإدراك أو يكون الإدراك غير واضح نظرا لطبيعة الشيء المدرك وشكله ومدى انتظام عناصره . الموقف الثاني : الإدراك تتحكم فيه عوامل موضوعية إن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع و بنيته الخارجية ، فطبيعة الشيء المدرك هي التي تحدد درجة إدراكنا ، فإدراك الأشياء عملية موضوعية وليس وليد أحكام عقلية تصدرها الذات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين الانتظام " ، ويمثل هذا الموقف رواد المدرسة الجشطالتية وهم " كوفكا ، كوهلر ، فيرتهايمر وبول غيوم " ، وحججهم في ذلك مايلي : إن الإدراك لا يعود إلى عوامل عقلية ذاتية بقدر ما يعود إلى الشكل الخارجي والبنية بأكملها ، وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك ، يقول بول غيوم : " إن الوقائع النفسية صور ، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني وألزماني للإدراك أو التصور ، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية " ، فالإدراك يخضع لجملة من القوانين التي هي عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل نجد عامل الشكل والأرضية ، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية ، فعندما نضع قطعة قطن على أرضية مثل لونها ( الثلج ) لا نستطيع إدراكها على العكس عندما نضعها على أرضية سوداء ، فالموضوع يكون أكثر وضوحا في العملية الإدراكية عندما يكون على أرضية مناسبة ، وهذا ما أكده ( كوهلر ) في قوله : " إن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر و الأجزاء التي يتألف منها الشيء بل شكله و بناؤه العام " . وكذلك نجد قانون الإنتظام ، حيث أن العناصر الجزئية لما تنتظم تكون صورة كلية فيكون إدراكنا للكل دائما أسبق من الجزء ، فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق و صورة الوجه قبل العين والأنف و صورة القسم قبل الطاولة ومكان التلميذ ، كما أن الصور والأشياء البارزة تكون أولى بالإدراك من غيرها ، فالنجمة الساطعة في السماء ندركها قبل غيرها وهذا ما يعرف بقانون البروز ، يقول ( كوفكا ) : " إن عامل الإنتظام والبروز كافي لعملية الإدراك " ، إضافة إلى ذلك نجد قانون التشابه ، ومعناه أن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل إلى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها ، فالإنسان يدرك أرقام الهاتف بسهولة إذا كانت متشابهة ، وكذلك قانون التقارب والذي فحواه أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة ، فنحن ندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها ، كما أن الإنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها ، فنحن ندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة ، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها ندركها كاملة و هذا ما يعرف بقانون الإغلاق ، وإضافة إلى قوانين الإنتظام نجد من العوامل الموضوعية كذلك عامل الحركة لأنها تولد الإنتباه ، فنحن ندرك الجسم المتحرك قبل الجسم الساكن ، كأن تتجه أنظارنا نحو الشهاب بدل النجوم الثابتة ، وكذا عامل البيئة الإجتماعية ، إذ أن إدراك الإنسان يتشكل حسب المعايير التي حددتها البيئة الإجتماعية التي ينتمي إليها ، فالبدو لا يدركون الأشياء كما يدركها الحضر ، فكل بيئة لها خصائص تنعكس على أذهان أبنائها ، و لهذا كانت التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته و مجتمعه عاملا أساسيا في تحديد مجال إدراكه . نقد و مناقشة : لا يمكن إنكار دور العوامل الموضوعية من تأثير في عملية الإدراك إلا أن الإلحاح على أهمية العوامل الموضوعية في الادراك وإهمال العوامل الذاتية لاسيما دور العقل ليس له ما يبرره ، فهذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير أو مجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواء أراد ذلك أو لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لا فاعل . التركيب : إن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك ، ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك ، ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن الإدراك هو عملية متعددة الأبعاد ، فهو قائم على التفاعل بين الذات و الموضوع ، وهكذا يغدو وعي الإنسان فعلا موجها نحو الخارج عن طريق فكرة القصدية ، أي هناك موضوع وهناك ذاتا تقصده ، وبالتالي لا يفهم الإدراك من خلال ذات دون موضوع و لا موضوع دون ذات ، فكل إدراك هو شعور بموضوع ، وهذا ما قصده ( هوسرل ) في قوله : " الشعور دائما هو الشعور بموضوع ما " . خاتمة : ( حل المشكلة ) و في الأخير نستنتج أن الادراك من الوظائف الأكثر تعقيدا ، وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود إلى نشاط الذات وبعضها الآخر إلى بنية الموضوع ، وهذا على اعتبار أن هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع ، فكل إدراك هو ادراك لموضوع ، ولكن على أن يكون لهذا الموضوع خصائص تساعد على إدراكه ، فالادراك لا يعود إلى فاعلية الذات فقط أو إلى بنية الموضوع فحسب ، وهذا من حيث أنه لا وجود لإدراك بدون موضوع ندركه ، ولذلك يمكننا القول أن الادراك يعود إلى تفاعل مزدوج ودائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية .
    اعجبني
    أحببت هذا
    2
    0 التعليقات 0 المشاركات 7327 مشاهدة 0 تقييم
إعلان مُمول

أكاديمية سوف

الان وبعد طول إنتظار تعلن أكاديمية سوف عن نيلها الإعتماد من طرف وزارة التكوين و التعليم المهني لتصبح بذلك مؤسسة #معتمدة في التكوين و التعليم المهنيين لتفتح المجال أمام شباب المنطقة للتكوين في...

إعلان مُمول

الان يمكنكم متابعة منشورات الاستاذ عقبة بن نافع المتميزة على موقع اتيد دوك صفحة الاستاذ عقبة بن نافع - المنصة العلمية لطلبة البكالوريا -

للدخول انقر على الصورة

دورات وحصص تعليمية بالفيديو